Welcome to Fast Trans Translation

أشهر نظريات الترجمة الحديثة

تعتبر نظريات الترجمة من الأمور الأساسية التي يجب على جميع العاملين في مجال الترجمة الإلمام بها، حيث تلعب دورًا بارزًا في فهم عميق لكيفية تحول العبارات والأفكار من لغة إلى أخرى، كما تكمن أهميتها في قدرتها على تسهيل التواصل بين ثقافات مختلفة. 

 

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تساعد في نقل الأفكار والمعرفة من لغة إلى أخرى دون فقدان روح وجوهر النص، وفي هذا المقال نوضح أبرز نظريات الترجمة بشيء من التفصيل.

 

مفهوم نظريات الترجمة؟

يعرف العالم «بيتر نيومارك» نظريات الترجمة على أنها تلك النظريات التي تهتم بشكل رئيسي بتحديد أساليب الترجمة المناسبة لأكبر مجموعة ممكنة من النصوص بمختلف فئاتها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك النظريات من شأنها أن توفر إطارًا من المبادئ والقواعد المنظمة لترجمة النصوص وتعلم كيفية انتقاد الترجمات واكتشاف الأخطاء فيها بشكل سريع، كما تمنح المترجم خلفية كبيرة عن كيفية حل المشكلات. 

ويجب أن تهتم جميع نظريات الترجمة باستراتيجيات الترجمة المعتمدة على نطاق عالمي؛ للتعامل مع الصعوبات والمشكلات التي تواجه المترجمين في بعض النصوص المعقدة.

 

هناك العديد من النظريات التي تعتمد عليها عملية الترجمة، والتي تنظر كل منها إلى عملية الترجمة بشكل مختلف عن غيرها من النظريات، ونذكر منها ما يلي:

 

أولًا: النظرية اللغوية في الترجمة

يرى «يوجين نيدا» أن نظرية الترجمة اللغوية تعتمد بشكل أساسي على المقارنة بين الهياكل اللغوية للنصوص بين اللغة المصدر واللغة المستهدفة بدلًا من التركيز على المقارنة المعتمدة على الأنواع الأدبية والأسلوب والتي كانت تركز عليها النظرية الفلسفية، وساهم في تطوير تلك النظرية دراسة علم اللغة بطريقة علمية وتدريس مهارات الترجمة بالإضافة إلى ظهور الترجمة الآلية والتي كانت بمثابة حافزًا كبيرًا لتكون الترجمة مبنية على التحليل اللغوي.

 

وببساطة تعتمد الترجمة بحسب النظرية اللغوية على استبدال الوحدات اللغوية للنص باللغة المصدر بكلمات تكافئها في اللغة المستهدفة دون العودة إلى العوامل المتعلقة بالسياق اللغوي أو الدلالة.

 

أما نيومارك فيقسم النظرية اللغوية إلى نوعين؛ هما الترجمة التواصلية والترجمة الدلالية، حيث تركز الترجمة التواصلية على محاولة إنتاج تأثير على القراء من خلال النصوص المترجمة يكون قريبًا من التأثير الذي يحدثه النص الأصلي، أم الترجمة الدلالية فتحاول أن تقدم في النص المترجم الدلالات الدقيقة الخاصة بالسياق الأصلي بحسب ما يسمح به الهيكل اللغوي والنحوي للغة المستهدفة.

 

اقرأ اكثر عن نظرية بيتر نيومارك في الترجمة

ثانيًا: النظرية الأسلوبية في الترجمة

وهي إحدى نظريات الترجمة المشهورة حيث ترتكز على دراسة الأساليب اللغوية المستخدمة في الترجمة، وتسعى إلى فهم كيفية نقل الأسلوب والأداء اللغوي من النص الأصلي إلى النص المستهدف. 

وترى هذه النظرية أن الأسلوب له دور حيوي في تحميل النص بمعانيه ومشاعره وأهدافه، ولذلك يجب على المترجم أن يكون على دراية بالأساليب اللغوية وكيفية التعبير عن هذا الأسلوب بالطريقة المثلى.

وتركز النظرية الأسلوبية في الترجمة النظر في كيفية ترجمة العبارات الرمزية والتعابير الثقافية والأساليب الأدبية وغيرها من النص الأصلي إلى النص المستهدف، وذلك معناه أن المترجم يجب أن يكون منتبهًا للسياق والأهداف الثقافية والأساليب اللغوية المستخدمة في النص الأصلي وكيفية تجسيدها بشكل مناسب في النص المستهدف.

 

الهدف من النظرية الأسلوبية في الترجمة هو تحقيق ترجمة تنقل الأسلوب والشعور والمعنى بشكل فعال من النص الأصلي إلى النص المستهدف دون فقدان الجودة أو التعبير، لكن هذا الأمر يتطلب فهمًا عميقًا للغتين المعنيتين وللأساليب اللغوية والثقافية المشتركة والمختلفة بينهما.

 

ثالثًا: النظرية التفسيرية في الترجمة

ترى النظرية التفسيرية أن عملية الترجمة تتألف من 3 مراحل أساسية: فهم النص، ثم تحويل الكلمات للغة المستهدفة، ثم إعادة التعبير والصياغة. 

وتركز النظرية على أن الفهم هو أهم مرحلة في الترجمة، وهذا الفهم يتكون من عنصرين أساسيين: المعاني اللغوية المتواجدة في النص والإضافات المعرفية بناء على الثقافة والدلالات التي يستنتجها المترجم من النص.

حيث تشير الترجمة التفسيرية إلى أن المعنى لا يكمن في اللغة نفسها أو النص بذاته، بل ينشأ من خلال مؤشرات توفرها المعاني الخفية في النص.

وبحسب تلك النظرية، فإن عملية الترجمة تجمع بين البحث عن مقابلات لفظية مُختارة بعناية شديدة للنص الأصلي وكذلك تفسيرات ثقافية ودلالية توضح السياق. 

 

ويرى أتباع النظرية التفسيرية أنه لن يكون هناك ترجمة كاملة للنص بشكل حرفي، نظرًا لاختلاف التركيبات اللغوية، وبالتالي تسمح الترجمة بوجود تداخل بين الكلمات التي لها مقابل لفظي في اللغة المستهدفة والمعنى الذي يسعى المترجم إلى توصيله للمتلقي في الوقت نفسه.

هذا الأمر من شأنه أن يتيح للمترجمين مساحة أكبر من الحرية والإبداع عند وصولهم للمرحلة الثالثة في النظرية التفسيرية وهي إعادة صياغة المعاني المقصودة بحسب رؤية المترجم.

 

رابعًا: النظرية السيميائية في الترجمة

وتستند هذه النظرية إلى مفهوم السيمياء، وهي دراسة الرموز والإشارات وكيفية تفاعلها مع المعنى، حيث تنظر النظرية السيميائية في الترجمة إلى اللغة كنظام من الرموز والإشارات، حيث يتعين على المترجم فك شفرات هذه الرموز في النص الأصلي وإعادة ترميزها بشكل مناسب في النص المستهدف.

 

تركز النظرية السيميائية على العلاقة بين الرموز والمعاني، وتسعى إلى فهم كيفية نقل المعنى من لغة إلى أخرى من خلال الرموز غير المنطوقة، حيث تعتبر النظرية السيميائية أن اللغة تحمل معاني متعددة وأن الاختيارات المتاحة للمترجم بناءً على فهمه للنص تؤثر على كيفية نقل هذه المعاني.

 

باستخدام النظرية السيميائية، يمكن للمترجم أن يحلل النص الأصلي على مستوى الرموز والإشارات ويعيد تشفيرها بطريقة تعبر بدقة عن المعنى المقصود، لكن يتعين على المترجم أيضًا أن يكون منتبهًا للسياق والثقافة التي تؤثر بشكل كبير على المعنى.

 

خامسًا: النظرية النصية في الترجمة 

وتركز هذه النظرية على النص كوحدة أساسية للترجمة، حيث تعتبر النص الأصلي والنص المستهدف عنصرين مترابطين، ويجب أن يحملا نفس الرسالة والمعنى. 

كما ترى هذه النظرية أن النص هو أكثر من مجرد مجموعة من الجمل والكلمات المتجاورة، بل هو تكوين وامتزاج للمعاني والمفاهيم يتفاعل مع بعضه البعض.

 

وتعتمد النظرية النصية على فهم السياق اللغوي والثقافي للنص وكيفية تأثيره على ترجمته، حيث ترى أن النص يحمل معاني خاصة به ومفاهيم متداخلة، وأن الترجمة الجيدة هي تلك التي تستطيع نقل هذه المعاني والمفاهيم بدقة ووضوح.

 

كما تهدف النظرية النصية إلى الحفاظ على التماسك والانسجام بين النص الأصلي والنص المترجم، وذلك عن طريق ترجمة النص كوحدة واحدة بدلاً من ترجمة الجمل والكلمات بشكل منفرد، كما أنها تعتبر أن الترجمة الناجحة هي تلك التي تحقق توازنًا بين الدقة والسياق والثقافة.

 

سادسًا: النظرية الوظيفية في الترجمة 

وهي واحدة من اتجاهات نظريات الترجمة التي ظهرت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث ترتكز على فهم الترجمة كعملية تهدف إلى تحقيق أهداف ووظائف معينة في سياق معين، كما أنها تأتي استجابةً لحدوث تحول في فهم هدف الترجمة، حيث تعتبر أن الغرض الأساسي للترجمة هو تحقيق أهداف معينة وليس مجرد تحويل الكلمات من لغة إلى أخرى.

 

تسعى النظرية الوظيفية إلى فهم السياق الثقافي والاتصالي للترجمة وكيفية تحقيق أهداف معينة من خلالها، حيث تعتبر الترجمة وسيلة لنقل المعنى والمعلومات بين لغتين وثقافتين مختلفتين، وبالتالي يجب أن تكون فعالة في تحقيق الأهداف المرجوة.

 

وبشكل عام، تسعى النظرية الوظيفية إلى تحليل الأهداف والوظائف التي يمكن تحقيقها من خلال الترجمة وكيفية تحقيقها بشكل أفضل، كما تسلط الضوء على العلاقة بين الترجمة والغرض الاتصالي والثقافي، وتشجع على تحقيق نتائج فعّالة في عملية الترجمة.

اقرأ ايضا عن الترجمة الوظيفية.

سابعًا: نظرية العملية الترجمية 

وهي إحدى نظريات الترجمة التي تعتبر الترجمة عملية تهدف إلى تحقيق أهداف معينة أكبر من مجرد نقل النص من لغة لأخرى، وترى أن الكاتب الأصلي للنص والمترجم والقارئ للنص المترجم يلعبون جميعًا أدوارًا مهمة في عملية الترجمة.

 

وتسلط النظرية الضوء على إنتاج النص المترجم بوصفه عملية تواصلية وظيفية بالنسبة للقارئ، حيث يجب أن يتم توجيه شكل ونوع النص المترجم بناءً على ما يتناسب مع ثقافة اللغة المستهدفة بشكل كبير.

 

ولذلك، تلزم هذه النظرية على المترجم ضرورة القيام بمزيد من الجهد في البحث حول ما إذا كان محتوى النص المصدر مناسبًا للثقافة المستهدفة أم لا، كونه شخصًا يجب أن يكون ملمًا بشكل كبير بالثقافة التي يترجم إليها. 

 

وتشير النظرية إلى أنه يمكن أن يخضع النص المصدر لتغييرات كثيرة أثناء ترجمته ليصبح صالحًا لثقافة القارئ المستهدف، حيث تعتبر النظرية أن الأهم هو مراعاة الثقافة المستهدفة، وليس النص المصدر، وأن وظيفة النص المصدر تكمن فقط في تحقيق الوظيفة الاتصالية.

 

ختامًا، تناولنا في هذا المقال شرح مجموعة من نظريات الترجمة بطريقة مُبسطة وموجزة، لكن بالطبع لا زال هذا الموضوع يحمل في طياته الكثير من المعلومات الهامة التي يجب على كل مترجم الإلمام بها قبل الشروع في عمله كمترجم، إذا نال الموضوع إعجابك فتابع مدونتنا أول بأول للتعرف على كل ما يتعلق بمجال الترجمة.

 

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white