Welcome to Fast Trans Translation

نظرية سكوبوس في الترجمة

جذبت نظرية سكوبوس، وهي مفهوم نشأ من مجال دراسات الترجمة، الاهتمام لنهجها الفريد في الترجمة. أثارت هذه النظرية نقاشًا مستفيضاً داخل مجتمعات الترجمة الأكاديمية والمهنية. هذا المقال يحاول أن يسلط بعض الضوء على المفاهيم الأساسية لنظرية سكوبوس.

 

ما هي نظرية سكوبوس في الترجمة؟

إن نظرية سكوبوس هي إحدى نظريات الترجمة التي تعكس التحول من الترجمة الحرفية التي تهتم بترجمة الكلمات والعبارات إلى ترجمة وظيفة النص وأهدافه. طبقاً للمترجمين الذين قاموا بتأسيس نظرية سكوبوس فإن الترجمة ينبغي أن تعكس الهدف المقصود من النص الأصلي، وأن يتطابق أثر النص المترجم على جمهوره مع تأثير النص الأصلي على جمهوره، وفي الوقت ذاته أن تعبر عن قيم الجمهور المستهدف وتوقعاته وتجاربه الحياتية ومعاييره الثقافية.

 

كيفية عمل نظرية سكوبوس في الترجمة؟

يتم تفعيل نظرية سكوبوس في الترجمة من خلال مجموعة من الخطوات التي يجب أن تتم في إطارٍ محدد، وفي ترتيبٍ منظم:

أولاً: يجب على المترجم أن يقوم بدراسة النص اللازم ترجمته، وأن يدرس الإطار الثقافي والاجتماعي الذي يحيط بالنص دراسة عميقة.

ثانياً: إما أن يفهم من النص الأصلي الهدف من العمل، أو يسأل العميل عن الأهداف والأغراض التي يسعى العمل إلى تحقيقها.

ثالثاً: يبدأ في ترجمة النص دون التقيد بأصول الترجمة الحرفية، وإنما يهتم بالتعبير عن هدف العمل، والغرض الذي كُتب من أجله.

 

مَن هو مؤسس نظرية سكوبوس في الترجمة؟

إن مؤسس نظرية سكوبوس في الترجمة ليس فرداً واحداً يمكن أن ينفرد بتأسيس النظرية بأكملها، حيث إن أية نظرية يعمل عليها مجموعة من الباحثين والخبراء للتمهيد إليها، ومجموعة أخرى لإرساء قواعدها. على الرغم مما تم ذكره سابقاً فإن نظرية سكوبوس يتم نسبها غالباً إلى هانز فيرمير.

الأستاذ الدكتور هانز جوزيف فيرمير الذي وُلد عام 1930، وتُوفي عام 2010، كان عالم لغويات، وخبير ترجمة ألماني مرموق. كان فيرمير أستاذاً في اللغويات في جامعة ماينز الألمانية، وشغل كرسياً في دراسات الترجمة في جامعة هايدلبرغ. في سنواته الأخيرة، عاد إلى جامعتي ماينز وهايدلبرغ. في 17 يناير 2010، قبل وفاته مباشرة، حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ماينز.

 

متى ظهرت نظرية سكوبوس في الترجمة؟

ظهرت نظرية سكوبوس كإحدى النظريات التي وُلدت من رحم منعطف الترجمة الذي توغل في فروع المعرفة المختلفة في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد تم تأسيس نظرية سكوبوس لأول مرة في مقال نشره اللغوي هانز جوزيف فيرمير في إحدى المجلات الألمانية، في عام 1978. 

 

الحاجة المتزايدة إلى ترجمة النصوص غير الأدبية في القرن العشرين؛ ككتيبات التعليمات، ومحاضرات المرشدين السياحيين والإعلانات السياحية جعلت التركيز ينصب على أهمية اكتفاء الجمهور المستهدف، وأهمية التعبير عن هدف النص الأصلي، بغض النظر عن الكلمات والعبارات التي استخدمها الكاتب الأصلي.

 

ما الدوافع خلف إنشاء نظرية سكوبوس؟

هناك العديد من الدوافع التي أدت إلى إنشاء نظرية سكوبوس، ودفعت فيرمير ورفاقه إلى إرساء قواعدها في عالم الترجمة. من بين هذه الدوافع:

 

1– التجديد والتطوير في علم الترجمة:

من دوافع إنشاء نظرية سكوبوس ملاحقة التجديد والتطوير في علم الترجمة، حيث كان فيرمير متحمساً لإدخال نظرية جديدة في الترجمة تنأى بنفسها عن مناقشات الترجمة القديمة.

 

2– تأكيد أهمية الهدف من النص:

الدافع الأساسي وراء أساس نظرية سكوبوس هو الإتيان بالترجمة الوظيفية، والتأكيد على أهمية الهدف من النص، حيث يقوم المترجم بالتركيز على الغرض والوظيفة الخاصة بالنص المترجم في ضوء غرض ووظيفة النص الأصلي، وبيئة الجمهور المستهدف.

 

3– الترجمة الموجهة نحو الجمهور الهدف: 

إن نظرية سكوبوس بدأت توجيه أنظار المترجمين إلى الجمهور الهدف، والنص المترجم، بدلاً من التركيز على النص الأصلي. تعطي نظرية سكوبوس الأولوية إلى احتياجات وتوقعات الجمهور المستهدف والغرض من الترجمة.

 

4– التأكيد على ديناميكية عملية الترجمة:

ديناميكية عملية الترجمة التي تعززها نظرية سكوبوس من خلال إجراءاتها تنص على أهمية حظو الجمهور المستهدف من النص المترجم بنفس التجربة التي حظى بها جمهور النص الأصلي، بدلاً من الاهتمام بترجمة العبارات حرفياً.

اقرأ ايضا: كيفية عمل نظرية الأنظمة المتعددة في الترجمة

 

ما هي مراحل تطور نظرية سكوبوس في الترجمة؟

إن نظرية سكوبوس مرت بمراحل تطور متعددة، حيث تم تطويرها من قبل العديد من المترجمين والأكاديميين، ومؤسسي النظرية؛ فيرمير وريس، تعاونا في تحسين نظرية سكوبوس:

 

1– مرحلة التأسيس:

تم تأسيس نظرية سكوبوس من قبل هانز فيرمير وكاثرينا ريس في السبعينيات والثمانينيات. قدموا مفهوم «سكوبوس»، على أنه الغرض أو الهدف من الترجمة.

 

2– مرحلة الصياغة المبكرة: 

ركزت المرحلة المبكرة من نظرية سكوبوس على فكرة أن الغرض من الترجمة يحدد استراتيجية الترجمة وعملية الترجمة. وهذا يمثل تحولاً عن النهج التقليدية القائمة على الترجمة الحرفية للعبارات والجمل.

 

3– مرحلة التطوير والصقل: 

بمرور الوقت، تم تحسين نظرية سكوبوس بشكل أكبر لدمج مفهوم «الولاء» للسكوبوس، مع التأكيد على أهمية مراعاة الجمهور المستهدف والثقافة المستهدفة في الترجمة.

 

4– نظرية الاستقبال: 

تضمنت هذه المرحلة من تطوير نظرية سكوبوس دمج نظرية الاستقبال، والتي تؤكد على دور الجمهور المستهدف في تفسير وتقييم الترجمات. أدى ذلك إلى زيادة التركيز على أهمية النظر في الوظيفة والأثر المقصودين للترجمة.

 

5– التطبيق العملي: 

تم تطبيق نظرية سكوبوس وتوسيعها بطرق مختلفة، مما أثر على إصقال مكانة الترجمة في المجتمع الدولي. كما تم تكييفها مع أنواع مختلفة من الترجمة، مثل الترجمة الأدبية والترجمة القانونية والترجمة السمعية البصرية.

 

إن نظرية سكوبوس من نظريات الترجمة التي أحدثت ثورة في عالم المعرفة والاتصالات في العالم الحديث الذي نعيش فيه، ويستخدم العديد من المترجمين تقنياتها في مشروعاتهم على اختلافها لضمان جودة النصوص المترجمة التي ينتجونها.

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white