Welcome to Fast Trans Translation

الترجمة الثقافية وأهميتها واستراتيجياتها المختلفة

الترجمة الثقافية هي دليل أن الترجمة ليست مجرد نقل كلمة من لغة إلى أخرى، وإنما فن يتضمن البوح والتعبير عن الثقافات الأجنبية بلغة الهدف، وهو ليس بفنٍ حرٍ لا ينظمه قاعدة أو قانون، بل علم له أصوله واستراتيجياته التي وضعها كبار مترجميه وعلمائه للتغلب على صعوباته وتحدياته المختلفة.

 

 

ما هي الترجمة الثقافية؟

إن الترجمة الثقافية هي عملية نقل محتوى معين سواء كان نصاً، أو مقطعاً صوتياً، أو مقطعاً فيديو، أو صورةً، أو حتى ترجمة المواقع الإلكترونية من لغة إلى أخرى مع محاولة التعبير عن الثقافة المصدر الخاصة بالعمل الأصلي، وكذلك احترام ثقافة الجمهور المستهدف؛ فهي عملية ترجمة، ولكن تعامل الثقافة الخاصة بالعمل، والثقافة الهدف كأولوية يجب أخذها بعين الاعتبار.

 

 

ما هي أهمية الترجمة الثقافية؟

الترجمة الثقافية أمر بالغ الأهمية لتأسيس تواصل فعال، وفهم عميق عبر الثقافات المختلفة. تتضمن هذه العملية نقل رسالة أو معنى محدد من ثقافة إلى أخرى مع الاحتفاظ بمعناها ونيتها ونبرتها. فيما يلي بعض مظاهر أهمية الترجمة الثقافية:

 

1– تيسير فهم المعاني: 

تعمل الترجمة الثقافية على تيسير فهم المعاني من قِبل الأفراد من أصحاب لغة الهدف، تساعد الأشخاص من الخلفيات الثقافية المختلفة على فهم الدلالات الثقافية، والمبادئ الاجتماعية، ووجهات النظر الجماعية الخاصة بالجمهور المستهدف، مما يعزز التفاهم والتناغم والاحترام المتبادلين بين أفراد أصحاب الثقافات المختلفة.

 

2– تجنب التفسير الخاطئ: 

من أجل تجنب التفسير الخاطئ للمحتوى المترجم يجدر بالمترجم أن يقوم بترجمة العناصر الثقافية التي يتضمنها النص كما يقوم بترجمة العبارات والجمل لغوياً. دون ترجمة ثقافية مناسبة، يمكن إساءة فهم المعاني أو إساءة تفسيرها، مما يؤدي إلى ارتباك الجمهور، أو غضب وثورة ضد العمل المترجم، أو صراعات تعيق مشاريع الكاتب الأصلي والمترجم المستقبلية، أو عواقب غير مقصودة.

 

3– الحفاظ على الهوية الثقافية: 

تضمن الترجمة الثقافية الحفاظ على السياق الثقافي الأصلي، وهوية المحتوى الثقافية الأصلية، حتى عندما يتم ترجمتها إلى لغة أجنبية، أو التعبير عنها في بيئة ثقافية مختلفة. فالمترجم في هذه الحالة لا يقوم بترجمة العبارات بشكلٍ حرفي، وإنما للتعبير عن المعاني المجازية الثقافية التي بين طيات العبارات والجمل اللغوية للنص.

 

4– تعزيز التواصل بين أصحاب الثقافتين؛ المصدر، والهدف: 

تعزز الترجمة الثقافية التواصل بين أصحاب ثقافة المصدر وثقافة الهدف من خلال تكييف المحتوى الأصلي ليتناسب مع المعايير والمعتقدات والممارسات الثقافية للجمهور المستهدف، دون أن تفقد اتصالها بالثقافة المصدر في الوقت ذاته.

 

5– تعزيز التنوع والاختلاف بين الشعوب والثقافات المختلفة: 

تقوم الترجمة الثقافية بتعزيز التنوع والاختلاف بين الشعوب والثقافات المختلفة مما يساعد على تناغمها واندماجها، ويحدث هذا من خلال إبراز الاختلافات الثقافية والمجتمعية في الثقافات المختلفة، وتقبلها واحترامها جميعاً دون تفرقة، مما سيدفع الجمهور من تقبل الآخر، وتقبل وجهات النظر المختلفة بين الشعوب.

 

 

لماذا تُعد الموازنة بين الثقافة والترجمة أمراً مفيداً؟

الموازنة بين الثقافة والترجمة يُعد أمراً مفيداً عند إجراء ترجمة ثقافية لنصٍ ما حيث إنها ترفع من قيمة النص المترجم، وتجعله يؤدي الأغراض التي تم إنتاجه من أجلها بكفاءة أعلى. من أسباب أهمية الموازنة بين الثقافة والترجمة ما يلي:

 

1– احترام جميع أطراف معادلة الترجمة:

الموازنة بين الثقافة والترجمة من شأنه تحقيق الاحترام لجميع أطراف معادلة الترجمة بشكلٍ متساوٍ، حيث من جانب نجد اللغة المصدر وما تحمله من عناصر ودلالات ثقافية محملة بالمعاني، وعلى الجانب الآخر ثقافة الجمهور المستهدف من عملية الترجمة والتي تمثل نافذة يتمكنون من خلالها من فهم النص الذي عبر جبالٍ وبحارٍ حتى وصل إلى أيديهم.

 

2– إتاحة نفس التجربة النصية التي حظي بها جمهور العمل الأصلي لجمهور النص المترجم:

الموازنة بين الثقافة والترجمة اللغوية في عملية الترجمة الثقافية يعمل على إتاحة نفس التجربة النصية للجمهور المستهدف كما حظي بها جمهور النص قبل ترجمته، وذلك من خلال التوافق بين بين عملية الترجمة اللغوية للجمل والعبارات التي يتألف منها النص والدمج بين العناصر الثقافية للثقافة المصدر والثقافة الهدف لعملية الترجمة.

 

3– تمكن النص المترجم من التعبير عن المعاني التي يفيض بها العمل الأصلي:

في حين أن الترجمة اللغوية تتمكن من التعبير عن المعاني الحرفية للنص، فإن الترجمة الثقافية والموازنة بين الترجمة والثقافة من أدوات المترجم التي تعينه على التعبير عن المعاني التي يفيض بها النص الخاص بالعمل الأصلي؛ سواء كانت حرفية، أو مجازية يحملها النص بين طياته.

 

4– خفض مخاطر الإساءة للجمهور المستهدف:

ستساعدك الموازنة بين الترجمة والثقافة على خفض مخاطر الإساءة للجمهور المستهدف؛ فإن ترجمة النص حرفياً دون أي اعتبارات للجانب الثقافي للنص فيه عدم احترامٍ لثقافتهم، واختلافاتهم عن جمهور العمل الأصلي، وترجمة النص ثقافياً بشكلٍ كامل دون أخذ المقابلات اللغوية وعملية الترجمة اللغوية في الاعتبار فيه تحايل عليهم، حيث إن النص المترجم في هذه الحالة سيكون مختلفاً بشكلٍ كبير عن النص الأصلي.

 

 

ما هي صعوبات الترجمة الثقافية؟

تتعدد صعوبات الترجمة الثقافية التي يواجهها المترجمون، ويحاولون باستمرار التغلب عليها من خلال التقنيات والأساليب الترجمية المختلفة، ومن بين أوجه هذه الصعوبات ما يلي:

 

1– تعدد الثقافات في كل بلد:

من الصعوبات التي يواجهها المترجمون هي تعدد الثقافات في كل بلد، سواء كان هذا لتعدد المجموعات العرقية، أو لأي أسباب أخرى. يشكل هذا عائقاً أمام المترجم حين ينوي ترجمة نصٍ ما ثقافياً إلى لغة ذلك البلد فلا يعرف إلى أي ثقافة يقوم بترجمة النص حتى يتمكن العمل المترجم من القيام بدوره على أكمل وجه.

 

2– صعوبة تعلم ثقافة ما بشكلٍ وافٍ:

إنه من بالغ الصعوبة أن يتعلم شخص ثقافة ما بشكلٍ وافٍ، حيث إن الثقافة تتألف من كل الأحداث التاريخية الغزيرة التي مر بها أصحاب تلك الثقافة، وعاداتهم، ومعتقداتهم، وأذواقهم الفنية، وطقوسهم المجتمعية، وأفكارهم الجماعية، وفكرتهم عن الصواب والخطأ، وفعلياً كل ما يجمعهم ويُعرفهم كمجموعة من السمات التي تميزهم، ومن بالغ الصعوبة بالطبع أن يلم شخص لا ينتمي إلى تلك الثقافة بالفعل إلى الإلمام بكل تفاصيلها.

 

3– عدم وجود بعض المقابلات الثقافية أو اللغوية بين اللغات والثقافات:

يشكل عدم وجود بعض المقابلات الثقافية واللغوية بين اللغات والثقافات عائقاً أمام المترجمين؛ فكيف يجدر بهم أن يقوموا بترجمة مصطلح ثقافي إلى لغة لا يعرف متحدثوها شيئاً عن معنى ذلك المصطلح؟ فتخلو لغتهم من مقابل لغوي يعبر عنه.

 

4– تعقد عملية الترجمة الثقافية:

من الصعوبات التي تعيق عمل المترجم الثقافي تعقد عملية الترجمة الثقافية، حيث إن من أهم مراحلها هو البحث المطول عن الدلالات الثقافية التي ينطوي عليها النص، وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً، وجهداً مضنياً من المترجم حتى يتمه على الوجه الذي يعزز من جودة العمل المترجم.

 

5– اختلاف ملامح الثقافة باختلاف مصدر الاطلاع عليها:

اختلاف ملامح الثقافة باختلاف مصدر الاطلاع عليها يُعد من أوجه الصعوبة في الترجمة الثقافية، حيث إن الثقافة ليست تعليمات جامدة صارمة، ولكن لها جوانب ودقائق تختلف حسب الراوي، وحسب مصدرها، ويجب على المترجم أن يعي لهذه الاختلافات ولو كانت دقيقة ووصفية أثناء قيامه بالتحضير لعملية الترجمة.

 

 

ما هي استراتيجيات الترجمة الثقافية؟

الترجمة الثقافية توظف العديد من استراتيجيات وتقنيات الترجمة التي تعين المترجم في بلوغ هدفه من عملية الترجمة. من بين هذه الاستراتيجيات ما يلي:

 

1– استراتيجية الاقتراض:

يستخدم عادتاً المترجم الثقافي استراتيجية الاقتراض في الترجمة حينما لا يجد مقابلاً ثقافياً في لغة الهدف لأمرٍ تم ذكره في نص المصدر، فيقوم حينها بإدخال نفس اللفظ في لغة الهدف للتعبير عن ذلك العنصر الثقافي.

 

2– استراتيجية التكييف الثقافي:

أحياناً يقوم المترجم الثقافي باستخدام استراتيجية التكييف الثقافي كذلك، حيث يقوم باستبدال العنصر الثقافي بشبيه له من ثقافة الهدف حتى يتمكن جمهور النص من فهم دلالته التي تنبع – في هذه الحالة – من ثقافتهم، ويتم استخدام هذه التقنية غالباً عند تشابه الثقافتين: المصدر والهدف.

 

3– الترجمة الحرفية:

من الاستراتيجيات التي يتم استخدامها في الترجمة الثقافية أيضاً هي الترجمة الحرفية، حيث يقوم المترجم بترجمة المصطلح الثقافي بشكلٍ حرفي من لغة المصدر إلى لغة الهدف، ويحاول أن يستخدم ألفاظاً تعبر عما يرمي إليه المصطلح الثقافي.

 

4– التفاوض الثقافي:

التفاوض الثقافي من الاستراتيجيات التي يقوم المترجم الثقافي باستخدامها أثناء القيام بعمليات الترجمة، وهي ببساطة أن يجد المترجم أرضاً مشتركة بين الثقافتين، فيقوم بالاستناد إليها، وبناء مصطلحه الثقافي الذي يتوسط ثقافتي المصدر والهدف.

 

5– إضافة شرح في المسودة:

يمكن للمترجم الثقافي كذلك أن يضيف شرح في المسودة للمصطلح الثقافي يشرح فيها ماهيته، ووصف لاستخداماته، وأثره في المجتمع. إن كان هذا الشرح شديد الإيجاز يمكن أن يتم إضافته في النص نفسه، ولكن إن كان طويلاً يجب إضافته في المسودة.

 

 

ما هي الاختلافات الثقافية الشائعة في الترجمة؟

الاختلافات الثقافية بين الشعوب المختلفة تبرز في أي اتصال بينهم، ومن بين أوجه هذا الاتصال هو الترجمة، حيث إننا لا نستطيع أن ننكر كون الاختلافات الثقافية بين الشعوب من التحديات التي يحاول المترجمين باستمرار التغلب عليها، وفي الوقت ذاته لا نستطيع أن ننكر دور الترجمة في التبادل الثقافي بين تلك الشعوب.

 

1– الاختلافات التاريخية: 

الاختلافات التاريخية بين الشعوب من أوجه الاختلافات الثقافية التي تبرز من خلال الترجمة، حيث إن كل شعب ينفرد بالأحداث التاريخية التي تعرض لها سواء كانت في أوقات السلم، أو الحروب، أو الثورات، وعلى المترجم أن يقوم بشرح وتوضيح الدلالات الثقافية التي تحملها هذه الأحداث التاريخية.

 

2– الاختلافات الدينية:

تختلف الشعوب في معتقداتهم الدينية والتي تؤثر على ثقافاتهم فتجعلها متنوعة وفريدة من نوعها، ولكنها تصعب من عمل المترجم الذي يجب عليه أن يشرح المعتقدات الدينية المختلفة للجمهور المستهدف، وتأثيرها على معتنقيها من أبناء تلك الثقافة.

 

3– الاختلافات المجتمعية:

البناء المجتمعي لكل مجتمع مميز ومختلف عن غيره من المجتمعات، ودور كل عنصر من عناصر المجتمع مميزة وأحياناً لا نجد لها مقابل في المجتمعات الأخرى، ولهذا ينبغي على المترجم أن يعبر عن السمات المجتمعية المميزة للمجتمع الذي يقوم بترجمة أعماله.

 

4– الاختلافات البيئية والجغرافية:

كل بلد لها تضاريس جغرافية ومعالم بيئية تميزها عن البلاد الأخرى، وهذه السمات الجغرافية تؤثر في ثقافة شعب تلك البلد، وتكسبهم صفات تختلف عمن يعيشون في جغرافيا مختلفة، وتلك الصفات الثقافية المميزة تنساب في أعمالهم النصية، وتؤثر في عمليات الترجمة التي تجري لتلك الأعمال.

 

 

كيف يمكن للمترجم فهم الثقافة التي يعمل على ترجمتها جيداً؟

نظرًا لأهمية الثقافة في الترجمة، فإنه ينبغي على المترجم أن يحاول أن يفهم الثقافة الأصلية التي يعمل على ترجمتها، وثقافة الجمهور المستهدف الذي يحاول أن يعبر عن روحها في النص. تشمل بعض الأدوات التي ستساهم في صقل مهاراتك وزيادة فهمك للثقافة وفروقها الدقيقة ما يلي:

 

1– الانغماس الثقافي: 

الانغماس الثقافي من الوسائل التي يمكن من خلالها فهم ثقافة المصدر وثقافة الهدف. يمكن أن تشمل طرق الانغماس الثقافي: العيش في البلد صاحب تلك الثقافة، واستهلاك مصادر الإعلام من تلك الثقافة، والمشاركة في الأحداث الثقافية المختلفة التي يُبث فيها روح تلك الثقافة، وبناء علاقات مع المتحدثين الأصليين من أصحاب تلك الثقافة.

 

2– دراسة عناصر تلك الثقافة: 

دراسة عناصر تلك الثقافة من خلال القراءة، والبحث، و أخذ الدورات الدراسة الخاصة بتلك الثقافة، والملاحظة الدقيقة، وتدوين الملاحظات وغيرها من أساليب الدراسة المختلفة حول تاريخ المنطقة والمعايير الاجتماعية والقيم سيساعدك في سد الفجوة في فهم تلك الثقافة لكلٍ من نفسك وأولئك الذين سيقرؤون ترجمتك.

 

3– التعاون: 

التعاون والعمل عن كثب مع أصحاب تلك الثقافة من سبل فهمها بشكلٍ أعمق، مما سينعكس بالطبع على جودة عملية الترجمة، ودقة وصف الدلالات الثقافية المختلفة التي ترد في النص. التواصل مع أصحاب تلك الثقافة في إطار عملي يستفز مختلف أنواع المواجهات سيكسبك فهماً أعمق لقيمهم، ومبادئهم كشعب، وسيساعدك على الاحتكاك المباشر بعناصر تلك الثقافة.

 

 

كيف تساعدك فاست ترانس للترجمة المعتمدة في عمليات الترجمة الثقافية؟

لمترجمي فاست ترانس للترجمة المعتمدة بروتوكول يتألف من خطوات لعملية الترجمة ثابتة ومدروسة للقيام بعمليات الترجمة الثقافية، وهذه الخطوات هي كالتالي:

 

أولاً: استلام فاست ترانس للترجمة المعتمدة المشروع منك عزيزي العميل، وتوظيف فريق من المترجمين للعمل عليه.

ثانياً: يقوم فريق المترجمين بدراسة النص، ويقومون بترجمته، ويتناوبون على مراجعته مراجعة متمحصة.

ثالثاً: يقوم مدير المشروع بمراجعة النص المترجم ليتأكد من خلوه من المشاكل، ومن جودة عملية الترجمة والتدقيق اللغوي التي وقعت للنص.

رابعاً: يقوم مدير المشروع بتسليم المشروع إلى العميل.

 

مما سبق ذكره نستخلص قدرة الترجمة الثقافية على أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التواصل بين الثقافات، وتعزيز التبادل الثقافي، وإثراء فهمنا للعالم المتنوع الذي نعيش فيه.

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white