إن الترجمة عمل شاق ومريح في الوقت ذاته! مشقة عمل الترجمة تكمن في كم المجهود الذي ستقوم في بذله من أجل الحصول على لقب مترجم. فبجانب دراسة فنون ونظريات الترجمة، وكون ممارسة الترجمة جزءاً لا يتجزأ من عملية تعلمها، فإنها تتطلب تعلم لغةً أجنبية حد الإتقان الذي تكاد تتساوى فيه هذه اللغة مع لغتك الأم، وهو أمر شاق ومرهق للغاية، ولكنه ممتع كذلك.
إن كانت هذه هي متاعب الترجمة، فما الامتيازات التي تمنحها إلى صاحبها حتى يريد العمل كمترجم؟ مرونة كاملة في ظروف العمل، فأنت مدير نفسك، ويمكنك تحديد الوقت والمكان المناسبين للعمل، وألا تتقيد بالعمل على مشاريع لا توافق هواك، وأهم جوانبها هو قدرتك على تحديد تكلفة المجهود الذي تبذله في كل مشروع بنفسك؛ فالترجمة من الأعمال المربحة.
ما هي أفضل طرق الربح من الترجمة؟
يوجد العديد من مجلات العمل للمترجم للربح منها والتي تختلف في خصائصها ومميزاتها ومتاعبها، ولأننا نريد مساعدتك في إيجاد ضالتك، واختيار طريق الترجمة المناسب لك إليك أفضل طرق الترجمة:
1– أعمال الترجمة الحرة:
إن أعمال الترجمة الحرة من أفضل الوسائل المربحة للعمل بالترجمة، كما أنها تتميز بأعلى درجات المرونة والاستقلالية في العمل، مما يجعلها ملجأ العديد من مبدعي الترجمة.
يمكنك أن تصبح مترجماً حراً من خلال استقبال مشاريع الترجمة من العملاء مباشرة، وتحديد آلية العمل، والمقابل المادي المناسب مقابل عملية الترجمة، والتحكم في كافة تفاصيل المشروع.
أما استقبال المشاريع فيمكن أن يكون بصفة مباشرة، أو من خلال منصات الترجمة المختلفة والتي تخلق لك بيئة مناسبة للتواصل بينك وبين عملائك، وتعمل كحلقة وصلٍ بينكما، ومن هذه المنصات: ابوورك، وفريلانس، ومقهى الترجمة.
2– شركات الترجمة:
أن تصبح مترجماً لدى إحدى شركات الترجمة هي واحدة من أكثر الطرق الآمنة والمربحة التي من خلالها يمكنك تحقيق حلمك والعمل كمترجم، ولكن مقابل الأمان المهني الذي تقدمه الشركات سينبغي عليك التضحية بالحرية الكاملة التي يستمتع بها المترجم الحر، والاكتفاء بنسخة محدودة منها.
حين تعمل لدى شركة ترجمة ستتولى إدارتها التعامل مع العملاء وكل ما يتعلق بهم، وستوكل إليك مشاريع الترجمة الخاصة بهؤلاء العملاء، والتي تقع ضمن خبراتك.
الميزة التي ستحصل عليها عند العمل لدى شركة ترجمة هو أنك ستحصل على تدفق منتظم من مشاريع الترجمة، حيث إن معظم العملاء يفضلون التواصل مع شركات الترجمة المعتمدة على التواصل مع المترجمين المستقلين، مما يعني استقرار وأمان مادي لن يكون من السهل توفره عند العمل مستقلاً.
3– توطين المواقع الإلكترونية:
توطين المواقع الإلكترونية من أهم سبل التوطين في الترجمة المربحة. التوطين في الترجمة يعني ترجمة الموقع الإلكتروني من لغته المصدر إلى لغة الهدف، وكذلك تبديل العناصر الثقافية الخاصة باللغة الأصلية للموقع بنظائرها من العناصر الثقافية الخاصة بلغة الهدف، كي يبدو الموقع الإلكتروني كأنه قد تم تصميمه خصيصاً لأصحاب تلك اللغة.
ينبغي على المترجم الذي يعمل بتوطين المواقع الإلكترونية أن يكون لديه معرفة وخبرة تقنية جيدة تمكنه من ترجمة الموقع الإلكتروني بمهنية. كما أن الإلمام بمعالم ثقافة اللغة الهدف من أهم عناصر نجاح عملية التوطين، حيث إنه لا يقوم بترجمة لغوية فحسب، بل وترجمة ثقافية كذلك.
الآن في زمن العولمة والتكنولوجيا من السهل نسبياً الحصول على عمل توطين المواقع الإلكترونية في حالة توافر المهارات اللازمة، حيث إن هذه العملية تساعد الشركات في توسيع دائرة العملاء الخاصة بهم، وإضافة مجتمعات جديدة إلى قاعدتهم الجماهيرية.
4– توطين البرمجيات:
من عمليات التوطين في الترجمة عملية توطين البرمجيات والتي تتشابه إلى حد كبير مع توطين المواقع الإلكترونية؛ فالمترجم بحاجة إلى معرفة تقنية تكنولوجية، ومعرفة ثقافية كذلك.
المترجم المسئول عن توطين البرمجيات يجب أن يقوم بترجمة البرمجيات الخاصة بموقع ما أو برنامج ما من لغةٍ إلى أخرى، مع وضع اختلاف الثقافة في الاعتبار كما الحال مع التوطين في ترجمة المواقع الإلكترونية.
من الاختلافات الملحوظة بين المجالين أن توطين البرمجيات يتميز بدرجة أعلى من التخصصية، ولذلك فمترجم البرمجيات يجب أن تكون خبرته التكنولوجية على درجة أعلى من الحرفية والمهنية.
5– خدمات الترجمة المتخصصة:
خدمات الترجمة المتخصصة وسيلة أخرى من الوسائل المربحة في عالم المترجمين، ولكن الطريق إلى أن تصبح مترجماً متخصصاً تسوده الصعاب.
الترجمة المتخصصة هي أنواع الترجمة التي تحتاج إلى دراسة عميقة لأحد أنواع العلوم، كالترجمة الطبية، أو الترجمة القانونية، أو الترجمة الأدبية، أو الترجمة الدينية. هنا تكمن وعورة الترجمة المتخصصة حيث أن المترجم الطبي على سبيل المثال يجب أن يجمع في دراسته بين فنون الترجمة وعلوم الطب، وإتقان كليهما.
نظراً للمشقة التي يعاني منها المترجم العام حتى ينال لقب مترجم متخصص في علم ما، ونظراً لقلة المترجمين المتخصصين فإن الترجمة المتخصصة غالباً ما يتلقى المترجم عنها أكثر من نظيرتها العامة مادياً.
ما هي أفضل مواقع العمل الحر للمترجمين؟
تأكيداً منا على تميز العمل الحر في الترجمة، وأهميته في تيسير وتسهيل القيام بمشاريع الترجمة جئنا إليك بقائمة بأفضل مواقع العمل الحر للمترجمين:
1– موقع ابوورك:
إن موقع ابوورك Upwork من أكبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالعمل الحر بشكل عام، وعلى الرغم من أنه غير متخصص في الترجمة فحسب فهو يضم مجموعة من أقوى المترجمين المستقلين عامةً.
تعمل منصة ابوورك كحلقة وصل تربط أصحاب الخدمات بالعملاء، وتحاول تنظيم العلاقة بينهما في إطار مهني يحفظ الحقوق ويقر الواجبات، دون أدنى تدخل منها في إدارة المترجم الحر أو صاحب الخدمة المستقل لعمله.
2– موقع مقهى المترجمين:
إن موقع مقهى المترجمين translator cafe من أفضل وأكبر منصات الترجمة الإلكترونية، كما أنه مجتمع يزخر بعدد كبير من محترفي الترجمة، مما يسمح لك في بداية مشوارك بالتعلم منهم، والارتشاف من خبراتهم.
يتشابه مقهى المترجمين مع ابوورك في كون كل منهما مجرد جسر بين المترجم والعميل مع تنظيم إطار العمل، دون التدخل في صميم التواصل بينهما، أو التدخل في المشروع نفسه.
3– موقع برو زي:
على الرغم من أن موقع برو زي ProZ يعتمد بشكل أساسي على الترجمة، فهو يتخصص فعلياً في كل الوظائف اللغوية، أو التي تستهدف أي تغيير لغوي في نصٍ ما.
يقوم عملاء موقع برو زي بطلب خدمات لغوية معينة على الموقع، ومن خلال حسابك المهني يمكنك أن تطلب إنجاز أية من تلك الأعمال، ومناقشة إنجاز المشروع فيما بينكما.
4– منصة فايڤر:
إن منصة فايڤر Fiverr منصة عالمية في العمل الحر المستقل، وهي غير متخصصة في الترجمة وحسب، بل تقدم لعملائها باقة غنية ومتنوعة ومتكاملة من الخدمات، كخدمات الكتابة، والترجمة، والتصميم، والتسويق الإلكتروني.
إن فايڤر منصة آمنة لتبادل الخدمات مع العملاء، وتلقي المقابل المادي الذي تراه مناسباً لقاء الجهد الذي قمت ببذله في العمل. كما أنها لا تقوم بتقييدك في اختيار الوسائل المناسبة في اختيار مشاريعك، أو إنجازها، بل تترك لك حرية كاملة في كيفية إدارة عملك.
5– موقع خمسات:
يعد موقع خمسات متجر عربي لبيع وشراء الخدمات الصغيرة، حيث يقوم أصحاب المهارات المختلفة بعرض مهاراتهم، ومن ثَم يقوم العملاء باختيار صاحب المهارة المناسب لإنجاز المهمة.
موقع خمسات من المنصات العربية القليلة التي تقدم لأصحاب المهارات والعملاء فرصة العمل الحر، مما يجعلها منصة مميزة لدى العرب، حيث إن كون أصحاب المهارات والعملاء من نفس الثقافة، ولهم نفس اللسان اللغوي يضيف ألفة وأمان للمنصة الإلكترونية.
هل يوجد أفكاراً أخرى للربح من الترجمة؟
نعم، يوجد العديد من الأفكار التي تجعل عملية الربح من الترجمة يسيرة وسريعة، وهذا يعود لأهمية المهارات التي تساعدك في تنسيق العمل على مشاريع الترجمة الخاصة بك، ففي سوق العمل الترجمي تعلم الترجمة لم يعد كافياً في العديد من الحالات.
1– اصنع ملفاً شخصياً مهنياً قوياً لنفسك:
صناعة ملف شخصي مهني قوي لنفسك من أهم الخطوات التي ستعجل من ربحك من الترجمة؛ لأن من خلاله ستتمكن من الحصول على وظائف الترجمة لدى شركات الترجمة، أو الحصول على ثقة العملاء وتلقي العديد من مشاريع الترجمة.
2– لا تبخس حقك:
مهما كانت خبرتك ضئيلة لا تبخس حقك أبداً، فإن رضيت بما هو أقل من حقك المادي أنقصت من قيمة عملك، وسمحت للآخرين باستغلالك. تمسكك بحقك المادي سيجعل العملاء يفهمون قيمة عملك ويقدرونه بمقداره الصحيح.
3– لا تقبل العمل مع العملاء المستغلين:
لا تقبل العمل مع العملاء المستغلين؛ فهم لا يريدون أن يأخذوا خدمة إلا مقابل أقل قيمة مالية يمكنك أن تحصل عليها، وسيحاولون بشتى الطرق أن يقللوا من شأن مهارتك، وتصوير عملك في صورة العنصر الكمالي غير المهم.
4– اصنع ملفاً يضم نبذة عن أفضل أعمالك في الترجمة:
إن الترجمة عمل يعتمد على الممارسة العملية؛ لذلك صنع ملف يضم نبذة عن أفضل أعمالك في الترجمة سيسمح للعملاء أو أرباب عملك أن يدركوا موهبتك ومهاراتك ويعطونها قدرها من التقدير.
إن الترجمة من أكثر الأعمال متعة إن كنت ممن تأسر أرواحهم الكلمات، ومن أكثر الأعمال ربحاً إن كنت ممن يأسرون غيرهم بالكلمات. فحبذا إن سمحت للكلمات أن تأسرك، وسمحت هي لك بأسر الآخرين؛ أسراً يفوق الحرية حرية.