Welcome to Fast Trans Translation

ما هي منهجية الترجمة وأفضل 10 خطوات لها

غالباً ما توصف الترجمة كفنٍ لا يتقيد بقوانين، ولا يكبل من يقوم به بأية معوقات، وإنما يسمح للمترجمين بالتعبير عن أنفسهم من خلال تعاملهم مع النص الذي يراد ترجمته بكل إبداعية، لكن هذه الروح الإبداعية إن لم تجد ما يرسم حدوداً لها ربما تفقد الترجمة جوهرها، ويتحول المترجمون إلى مؤلفين بدلاً من مترجمين.

لذلك يجب أن نصف الترجمة كعلمٍ كذلك، تتحدد معالمه عن طريق منهجية ترجمة ترسم حدود الواجب بالنسبة للمترجم، وتتيح له إبداعاً منقطع النظير في أي شيء لا يتخطى بنود منهجية الترجمة.

 

 

ما هي منهجية الترجمة؟

تشير منهجية الترجمة إلى النهج الذي يسلكه المترجم في كل مرة يقوم فيها بترجمة نصٍ من لغة المصدر إلى لغة الهدف، وهو يتألف من مجموعة من الخطوات التي يتبعها المترجم في كل مرة يمارس فيها الترجمة، بغض النظر عن تفاصيل النص المراد ترجمته. تكمن أهمية منهجية الترجمة في أنها تعين المترجم بشكلٍ مؤثر على إنتاج نص مترجم دقيق، وذو جودة عالية.

 

 

ما هي أفضل منهجية للترجمة؟

من الصعب إيجاد “أفضل” منهجية للترجمة، حيث إن الخطوات نفسها تختلف من مترجم لآخر، ومن مدرسة ترجمة إلى أخرى، وبمرور الوقت تحولت القائمة الصغيرة إلى قائمة طويلة، بها العديد من التفاصيل، ولهذا سنعرض عليكم أكثر منهجية ترجمة شاملة، ودقيقة، ومنطقية يمكن أن تسعفكم أثناء الترجمة.

 

1– قراءة ودراسة النص الأصلي: 

قبل الشروع في العمل على النص يجدر بالمترجم قراءة ودراسة النص الأصلي بعمق. خلال هذه المرحلة يجب عليك أن تحاول فهم الرسالة أو الرسائل التي يحاول الكاتب الأصلي إيصالها لجمهوره، والأسلوب الذي يستخدمه للتعبير عن نفسه، وأن تحاول أن تجد بين سطور النص سبب اختيار الكاتب لهذا الأسلوب بالضبط. 

 

هذه الخطوة ستقي المترجم من الفهم الخاطئ للنص، وبالتالي ستساعده في اتقاء التعبير غير دقيق عنه، وستعينه في اتباع خطوات الكاتب الأصلي في التعبير عن النص، وألا ينجرف وراء أفكاره الخاصة، وإنما يلتزم بأفكار الكاتب الأصلي في نصه.

 

2ـ دراسة النص في السياق التاريخي والثقافي:

دراسة النص وحده لا تكفي، فمن أجل تحقيق الفهم الكامل لكل أبعاد النص يجب عليك كمترجم دراسة النص في سياقه التاريخي والثقافي، ويمكن أن يتم هذا من خلال وسيلتين متكاملتين؛ الأولى: دراسة المناخ الثقافي والتاريخي الذي نتج عنه النص، والذي يعكسه النص كذلك، والثانية: قراءة ما كتبه النقاد عن هذا العمل، ودراسة تحليلات الخبراء التي تتعلق بهذا النص.

 

فهم السياق الثقافي والتاريخي للنص سيمكنك من فهم الإشارات التاريخية؛ المكانية، والزمانية، وكذلك الإشارات الثقافية، والسياسية التي يعتمد النص عليها لإيضاح معنى محدد، مما سيساعدك في التعبير عنها بما يناسبها أثناء الترجمة.

 

3– تحديد أهداف عملية الترجمة مع العميل:

تحديد أهداف عملية الترجمة مع العميل من أهم المراحل التي ستمر بها لإنتاج نص مترجم باحترافية، حيث بعدما قمت بفهم أبعاد النص المختلفة يجب عليك أن تفهم المطلوب بالضبط من أجل أن تقوم به، ومن قد يعرف هذا المطلوب أكثر من العميل نفسه؟ بناءاً على ما سيخبرك به العميل، وعلى ما درسته ستتمكن من تشكيل رؤية ذهنية عما يجب أن تقوم به أثناء مشروع الترجمة.

 

تذكر أن العميل ليس خبيراً في الترجمة، إنما أنت هو الخبير في الترجمة؛ لذلك أثناء هذا الاجتماع اسأله أسئلة بسيطة، ومباشرة، واقترح عليه خيارات عدة ليتخير منها ما يناسبه، ولا ضير من شرح بعض المفاهيم البسيطة التي تمكنه من اختيار الخيار الصائب.

 

4ـ تحديد كيفية التعامل مع المصطلحات والعبارات المبهمة:

بالطبع أثناء قراءة النص الأصلي ستجد بعض المصطلحات والعبارات المبهمة، ولكن من خلال دراستك للنص وسياقه، واستنتاجاً من اجتماعك مع العميل، بالإضافة إلى نظريات الترجمة التي يجب أن تكون ملماً بها يجدر بك كمترجم أن تكون قادراً على تحديد الآليات التي يجب اتباعها للتعامل مع هكذا مصطلحات.

 

على الرغم من عدم شيوع مواجهة مصطلحات مبهمة في معظم النصوص، يجب أن تأخذها بكل جدية؛ فهي قد تم استخدامها لسبب، وإن لم تكتشفه، وتتعامل معه بشكلٍ صحيح فالنص يفقد الكثير أثناء عملية الترجمة بكل تأكيد.

 

5ـ القيام بعملية الترجمة ذاتها:

الخطوة الخامسة هي القيام بعملية الترجمة نفسها، وكما ترى عزيزي المترجم، فالخطوة الأكثر أساسية، والتي تتمحور حولها كل الخطوات الأخرى ليست الأولى أو حتى الثانية، بل الخطوة الخامسة، وهذا يدل على أهمية التمهيد الذي يجب أن يحدث قبل الشروع في عملية الترجمة، ودور تلك الخطوات في مساعدة ومساندة عملية الترجمة في أن تكون متقَنة، ومهنية، وجديرة بالتقديم للعميل، وبمهنة الترجمة.

 

أثناء هذه العملية يجب أن تضع في الاعتبار أن تعبر عن نفسك في الإطار الذي يسمح لك به النص – فأنت قد أصبحت مشاركاً في إنتاج النص بترجمته – ولكن يجب في الوقت ذاته أن تتأكد أن عملية الترجمة الخاصة بك لا تزيد من معنى النص قدر أنملة، ولا تنقص منه قدر أنملة، ولا تغير من صميمه شيئاً على الإطلاق.

 

6ـ القيام بمراجعة النص المترجم:

يجب بعد الانتهاء من عملية الترجمة، أن تبدأ عملية المراجعة للنص المترجم؛ فيقوم المترجم بقراءة النص الأصلي، والنص المترجم، ومطابقتهم في المعنى؛ ليتأكد أنه قام بالفعل بالتعبير عن النص الأصلي بأفضل ما يمكن. من الطبيعي أن يجد المترجم بعض الأخطاء، أو ما يتطلب تحسينات ليكون التعبير عن النص الأصلي أكثر دقة وصحة.

 

في حالة وجود ما يدعو للتعديلات خذ بعض الملاحظات الجانبية، ثم قم بدراستها بروية، وبعدها قم بالتعديل على النص. قم بتكرار هذه العملية حتى تتأكد أن النص المترجم قد خلا مما قد يدعو لإجراء أية تعديلات تخص المعنى.

 

7ـ التدقيق اللغوي للنص:

بعدما نتأكد من صحة محتوى النص المترجم يجدر بنا أن نقوم بالتدقيق اللغوي للنص، فنقوم بتعديل أية أخطاء إملائية، أو نحوية، ونجري كل التعديلات اللازمة لجعل العنصر اللغوي الخاص بالنص المترجم في أحسن حالاته. 

 

هذه الخطوة يجب أن تتم أكثر من مرة؛ فإن الأخطاء اللغوية يسهل عدم ملاحظتها، وفي كل مرة تقوم بمراجعة النص ستجد أخطاء جديدة لتعديلها. يمكنك أن تحكم على النص بخلوه من الأخطاء اللغوية حين تقرأه كله بروية، ولا تجد أية أخطاء على الإطلاق.

 

8ـ مراجعة مشروع الترجمة بشكل عام:

يجب عليك بعد إجراء عمليتي المراجعة التي شرحناها قبلاً أن تجري عملية مراجعة لمشروع الترجمة بشكلٍ عام، حيث تتأكد من خلوه من أية أخطاء، سواء كانت متعلقة بالمحتوى أو باللغة الخاصة بالنص، وتطمئن نفسك إلى تطبيق كل التعديلات التي أردتها على النص، وإلى عدم حاجته إلى أية تعديلاتٍ إضافية.

 

خلال هذه المرحلة أنت تعد العمل لأن يتم تسليمه إلى العميل؛ فقد أنهيت ترجمته، وفحصته وراجعته بدقة ثلاث مرات، وصار جاهزاً للتسليم أخيراً. 

 

9– الالتزام بالمواعيد:

الالتزام بالمواعيد من سمات المهنية عند المترجمين، فعملائك يحتاجون إلى وثائقهم المترجمة في مواعيدٍ محددة، وإلا ربما يٌلحق بهم الضرر؛ لذلك يجب أن تكون قد انتهيت من العمل على المشروع قبل حلول ميعاد التسليم، وأن تضع عينيك دائماً نصب التقويم الزمني أثناء العمل.

 

10– تقبل النقد، والنصح من العملاء والمترجمين الآخرين:

تقبل النقد، والنصح من العملاء والمترجمين الآخرين بصدر رحب، وتأكد أن تفكر فيه، وتعمل به؛ فهم يرون أعمالك المترجمة بعيون المستقبِل، ونظرتهم تختلف عن نظرتك للمستندات المترجمة، لذلك استمع لهم، وفكر فيما يقولون ملياً، ثم خطط كيف تحول تلك الكلمات إلى فعل حاضر في عملك.

 

 

 

ما هو الفرق بين المنهجية والتقنيات في الترجمة؟

هناك فرق شاسع بين المنهجية والتقنيات في الترجمة، ومع ذلك فإن غير المتخصصين أحياناً يخلطون بين المصطلحين لتشابه ما يشيران إليه، ولهذا رأينا أن نجعل الفرق واضحاً وجلياً لمَرآكم.

 

منهجية الترجمة هي الخطوات المدروسة التي يتبعها المترجم في كل مرة يقوم بها بترجمة نص، ولا تتأثر أبداً هذه المنهجية بأي من العوامل الخاصة بالنص؛ كنوعه، أو الهدف من ترجمته.

 

على الجانب الآخر، فإن تقنيات الترجمة هي الأسلوب والطريقة التي يقرر المترجم أن يستخدمها لترجمة نصٍ معين، واختيارها يعود لعدة عوامل متعلقة بالنص؛ كنوع النص، وسياقه الثقافي، والهدف من ترجمته. تتعدد تقنيات الترجمة التي يشيع استخدامها، فهناك ترجمة حرفية، وترجمة المعنى، وترجمة هجينة، وترجمة التكافؤ، وترجمة التكييف، وكل منهم تيم استخدامها في حالات محددة.

 

منهجية الترجمة من الجوانب المهمة في الترجمة التي يجب على كل المترجمين تبنيها، حتى يحصلوا على نتائج ترضيهم وترضي عملاءهم، وهي ليست بالقوانين القاسية، بل إن منهجية الترجمة تتمتع بمرونة عالية؛ حيث يمكن لك أن تقوم بالتعديل على القائمة بما تراه مناسباً لك ولظروف عملك.

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white