Welcome to Fast Trans Translation

ما هو التعريب والفرق بينه وبين الترجمة

تتطور الحياة يومًا تلو الآخر، وتظهر كل يوم العديد من الاختراعات والابتكارات وحتى المصطلحات المستحدثة في مختلف مجالات الحياة والتي لم تكن موجودة في السابق، مما يدفعنا إلى ضرورة إيجاد مسميات مناسبة لها بلغتنا الأم، كي لا نستغى عن اللغة العربية في أي وقت في حياتنا، لذلك نسلط الضوء في هذا المقال على توضيح ما هو التعريب من الأساس؟ وكيف تتم هذه العملية بالتوضيح؟

 

ما هو مفهوم التعريب؟

يُعرف مصطلح التعريب لغويًا على أنه القيام بصبغ الكلمات الأعجمية بصبغة عربية من خلال نقلها بلفظها الأعجمي إلى اللغة العربية، ويدخل هذا الأمر بشكل واضح في استخدام المصطلحات العلمية، حيث يحاول القائم بعملية التعريب نقل وتوضيح معنى تلك المصطلحات باللغة العربية.

 

أما تعريف التعريب اصطلاحًا فيُقصد به إدخال مفردات من لغات أجنبية إلى اللغة العربية لمواكبة ما يشهده العالم من حولنا من اختراعات ومستجدات في مختلف التخصصات والمجالات، لكن بشرط التأكد من أن تلك المفردات تناسب خصائص اللغة العربية وتتوافق معها.

 

ويتم تعريب الكلمات الأجنبية من خلال نقل الكلمة ومعناها للغة العربية سواء تم هذا النقل بعد تعديلها أو بدون إجراء أي تغيير عليها، لكن هناك فارق بين كلا النوعين:

  • الكلمة المعربة: هي الكلمة الأجنبية التي تعرضت لتغيير مثل كلمة التليفون.
  • الكلمة الدخيلة: هي الكلمة الأجنبية التي تم نقلها إلى اللغة العربية دون إحداث تغيير فيها مثل كلمة الأوكسجين.

 

 

ما هو الفرق بين الترجمة والتعريب؟

يغفل البعض عن الاختلاف الموجود بين مفهوم التعريب والترجمة، حيث يعتقدون أنهما متصلان في المعنى وأن التعريب جزء من عملية الترجمة، لكن هذا الأمر غير دقيق، حيث إن هناك ثمة اختلاف بين المصطلحين.

فنقصد بمفهوم الترجمة عملية نقل المعلومات والمعاني التي يحتوي عليها النص من خلال إيجاد ألفاظ في اللغة المستهدفة تعادل في المعنى الألفاظ التي يحتوي عليها النص الأصلي؛ ليصل الغرض من النص بشكل دقيق.

أما التعريب فهو مختلف تمامًا، حيث يعتمد على استعارة بعض الكلمات أو المصطلحات الموجودة في اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجعلها مناسبة للتراكيب والأوزان اللغوية.

 

اقرأ ايضا: أهمية الترجمة في نقل الثقافة

 

كيف تتم عملية التعريب؟

ليتم تعريب الكلمات الأعجمية بطريقة صحيحة وتناسب قواعد اللغة العربية فإن هناك مجموعة من الضوابط يجب الالتزام بها، والتي تتمثل فيما يلي:

  • تغيير حروف الكلمة الأعجمية من خلال زيادة أو نقصان بعض الحروف في الكلمة.
  • اكتشاف الأصوات الموجودة في الكلمة والتي لا تتوافق مع أصوات اللغة العربية، وتحويلها إلى أقرب مخرج صوتي لها.
  • تغيير وزن وبناء الكلمة لتتناسب مع الأوزان الصرفية الموجودة في اللغة العربية.
  • ترك بعض الألفاظ الأعجمية التي تناسب اللغة العربية على حالها دون إحداث أي تغيير عليها.

 

 

متى بدأ التعريب عند العرب؟

إن حركة التعريب ليست عملية تم ابتكارها منذ زمن بعيد، بل أن أصولها يرجع إلى الحضارة العربية العريقة والتي بدأت قبل ظهور الإسلام وامتدت معه حتى يومنا هذا، وذلك بسبب اختلاط العرب بالكثير من شعوب الحضارات الأخرى أثناء التجارة والسفر مثل الفرس والروم والحبشة والآراميين وغيرهم، فكان الشخص يفتخر بثقافته وما يعرفه من لغات الآخرين ويذكره في كلامه حتى صارت تلك الكلمات معتادة على مسامع العرب وبات لها استخدام واضح في اللغة.

 

ومع ظهور الإسلام، واتساع رقعة الدولة الإسلامية ازداد الاحتكاك بالأمم الأخرى وتعمقت الصلة من خلال العيش في مجتمعات واحدة والزواج بين أشخاص من ثقافات مختلفة؛ فترتب على ذلك ازدياد وجود الألفاظ الأعجمية في اللغة العربية.

 

البداية الفعلية لعلم التعريب

ظهرت العديد من حركات التعريب في الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ومن بعده الصحابي معاوية بن أبي سفيان لكنها لم تكن بالقوة والاهتمام الكافي، حتى تغير الأمر فيما بعد.

 

فبعد أن تولى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مقاليد الحكم أمر بتعريب دواوين الدولة الإسلامية، والقيام بسك النقود العربية، وذلك ضمن مظاهر اهتمامه بحركة التعريب، والذي يرجع إلى عوامل وأسباب عديدة كان من أبرزها خوفه من أن يتنافس الناس في بلاد العرب على تعليم اللغات الأجنبية كونها اللغات التي يتم التعامل بها في الدواوين الرسمية في الدولة، حيث كانت لغة الدواوين في العراق هي اللغة الفارسية، أما لغتها في الشام فكانت الرومية أي اليونانية، وفي مصر كانت لغتها اليونانية والقبطية.

 

فبدأ يشعر الناس أن الطريق نحو تولي الوظائف العليا في تلك الدواوين هو تعلم تلك اللغات؛ مما بات يهدد انتشار اللغة العربية والاهتمام بها نظرًا لوجود منافسة شرسة من اللغات الأخرى، فأراد الخليفة عبد الملك بن مروان إعادة الدفة إلى المسار الصحيح وبدأ في تعريب الدواوين في مختلف أنحاء الدولة.

 

 

أهمية التعريب في اللغة

يلعب التعريب دورًا هامًا في كثير من المجالات والتخصصات، وتتمثل أبرز فوائده فيما يلي:

 

1- زيادة القدرة على التعبير

يساعد التعريب في تعزيز معجم اللغة العربية بالعديد من الألفاظ المستحدثة لزيادة قدرة المتحدثين باللغة العربية على التعبير عن ما يفكرون به بأريحية وبلغتهم الأم دون المشقة في إيجاد مصطلحات بديلة.

 

2- مواكبة تطورات العصر

يساعد التعريب في عملية زيادة ثقافة المتحدثين باللغة العربية من خلال تسهيل استخدام المصطلحات المرتبطة بأحدث التطورات التي يشهدها أي مجال، وبالتالي لا يشعر الشخص بأنه منعزل عن العالم.

 

3- زيادة الرغبة في التعلم

يفضل كثير من الأشخاص تلقي التعليم باستخدام لغتهم الأم ويحرصون على هذا الأمر، لذلك يعتبر التعريب مهمة عظيمة في نظرهم؛ لأنه يمكنهم من دراسة وتعلم أكبر عدد ممكن من المصطلحات في مجال تخصصهم بلغتهم الأم.

 

4- الحفاظ على الثقافة والهوية العربية

يساعد تعريب المصطلحات الأجنبية إلى حفاظ الناطقين باللغة العربية على ثقافتهم وهويتهم القومية وعدم الاضطرار إلى استخدام مصطلحات أجنبية خلال دراستهم أو عملهم أو حتى حديثهم اليومي؛ مما يلعب دورًا عظيمًا في حماية الثقافة العربية من الاندثار.

 

5- سهولة الفهم والبحث العلمي

يساعد التعريب الباحثين الناطقين باللغة العربية على فهم كثير من المصطلحات المتخصصة في المجالات العلمية، ويسهل عليهم عملية البحث عنها؛ مما يجعل مهمتهم الأكاديمية أكثر يسرًا وكفاءةً.

 

6- زيادة التواصل بين الثقافات المختلفة

يساعد التعريب على تعزيز عملية التبادل الثقافي بين اللغات من خلال وجود كلمات مشتركة يسهل فهمها من أشخاص يتحدثون لغات مختلفة؛ مما يزيد من فعالية التواصل بينهم ويساهم في زيادة التواصل بين الشعوب المختلفة ثقافيًا.

 

 

ما الفرق بين التعريب والاقتراض؟

ثمة اختلاف بسيط بين عملية التعريب وعملية الاقتراض، حيث إن لكل منهما هدف وطريقة مختلفة، ويظهر الاختلاف فيما يلي:

 

يُعرف الاقتراض على أنه القيام باستعارة لفظ أو كلمة من إحدى اللغات الأجنبية واستخدامها في اللغة العربية مع الاحتفاظ ببنيتها الصوتية الموجودة بها في لغتها الأصلية وجواز عدم القيام بأي تغيير كتابي أو لفظي فيها، مثل كلمة: Television أو تلفزيون.

 

أما التعريب فهو عملية إدراج بعض الكلمات أو المصطلحات الموجودة في اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية بطريقة تناسب الأوزان الصرفية في اللغة مع جواز التغيير فيها لتصبح ملائمة للغة بشكل أكبر.

 

أمثلة على التعريب

لقد تأثرت اللغة العربية بالعديد من اللغات الأخرى نتيجة الفتوحات الإسلامية على مر الزمن؛ مما ترتب عليه دخول العديد من الكلمات إلى اللغة العربية وصارت مستخدمة في حياتنا اليومية، ومنها نذكر ما يلي:

  • بالطو: هي كلمة أصلها يرجع إلى اللغة الإيطالية ويُقصد بها المعطف أو الجاكيت الطويل.
  • أريكة: هي كلمة يرجع أصلها إلى اللغة اليونانية ويُقصد بها الوسادة أو الفراش الوثير.
  • أستاذ: هي كلمة يرجع أصلها إلى اللغة الفارسية ويُقصد بها معلم أو مؤدب.
  • مهرجان: كلمة أصلها فارسي، وتشير إلى أحد أعياد الفرس القديمة، ويتم استخدامها في الوقت الحالي تعبيرًا عن الاحتفال.
  • برواز: هي كلمة تركية ويُقصد بها الإطار الذي يتم فيه وضع الصورة أو اللوحة.
  • دفتر: هي كلمة يرجع أصلها إلى اللغة الفارسية وتعني الكراسة.
  • مسّاج: وهي كلمة مقتبسة من اللغة الإنجليزية وتعني التدليك.
  • مشوار: وهي كلمة تعود إلى اللغة التركية وتعني جولة قصيرة.
  • كفتة: هي كلمة يعود أصلها إلى اللغة الفارسية، وكانت تُنطق «كوفتة» أي مسحوق، وهي عبارة عن لحم مفروم يُضاف إليه التوابل.
  • فستان: كلمة يرجع أصلها إلى اللغة التركية، وتشير إلى نوع من الملابس معروف عند المرأة.

 

 

ختامًا، تناولنا في هذا المقال توضيح ما هو التعريب بشكل بسيط وأهميته في الحفاظ على الثقافة واللغة العربية، وكيفية القيام به مع ذكر مجموعة من الأمثلة على كلمات أجنبية تم تعريبها واستخدامها في اللغة العربية بشكل موسع.

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white