يواجه المترجمون العديد من العقبات والمشكلات خلال أداء أعمالهم، مما يتطلب منهم خبرة كبيرة واحترافية في التعامل معها، إذ تتعدد الصعوبات التي تواجه المترجم، بدءًا من الفهم غير الدقيق للنصوص الأصلية، مرورًا بتعقيدات المصطلحات الثقافية واللهجات، وصولاً إلى تحديات المصطلحات المتخصصة وافتقار بعض الكلمات إلى نظائرها في اللغة المستهدفة. وفي هذا المقال نستعرض أبرز تحديات الترجمة المنتشرة وكيفية التغلب عليها بفعالية.
مفهوم تحديات الترجمة
نقصد بمصطلح تحديات الترجمة كل المشكلات والعقبات التي قد تعوق المترجم عن إكمال عمله أو تنفيذه بالدقة والجودة المطلوبة أو تحتاج منه بذل مجهود مضاعف للتغلب عليها بطريقة فعالة.
وتظهر مدى قدرة المترجم في التغلب على المشكلات التي تواجهه خلال عمله الفرق بين المترجم المبتدئ والمحترف، كما تختلف درجة صعوبة تحديات الترجمة باختلاف مجال التخصص واللغة المصدر والمستهدفة وغيرها من العوامل.
أبرز الصعوبات التي تواجه المترجم
يواجه المترجمون العديد من الصعوبات التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على جودة ودقة الترجمة. هذه التحديات تتنوع من فهم النص الأصلي إلى التعامل مع المصطلحات الثقافية والمهنية المتخصصة. وفيما يلي أبرز تلك الصعوبات التي تعترض طريق المترجم وتؤثر على أدائه بشكل كبير:
1ـ الفهم غير الدقيق لمضمون النص الأصلي
ليس معنى أنك تفهم نصًا ما بشكل عام أنك أصبحت قادرًا على ترجمته إلى أي لغة أخرى، فكثير من الأحيان يمكن أن يتسبب فهمك الخاطئ أو غير المكتمل لبعض العبارات أو الكلمات إلى تغيير معنى النص والهدف منه بشكل كامل.
2ـ تعدد اللهجات في اللغة الواحدة
عادة ما تحمل كل لغة مجموعة من اللهجات التي تختلف باختلاف الأقاليم التي تستخدم تلك اللغة، هذا الأمر يعتبر من أبرز تحديات الترجمة لأن ربما يكون هناك كلمة واحدة لكن معناها يختلف بحسب اختلاف اللهجات والأقاليم التي تستخدمها.
3ـ المصطلحات المتخصصة
يحتوي كل مجال على مجموعة من المصطلحات المتخصصة التي يجب أن يعرفها المترجم قبل البدء في عمله، ويجب عليه أن يقوم بترجمتها بشكل دقيق؛ كي لا يغير معناها ويؤثر على جودة النص المترجم.
4ـ الاختلافات الثقافية بين المجتمعات
هناك بعض العبارات التي يجب عليك قبل ترجمتها أن تفهم سياقها الثقافي والمجتمع الذي ظهرت فيه وفي أي حقبة زمنية انتشرت بشكل واسع وغيرها من الأمور المؤثرة على فهم النص بشكل دقيق، لأن هذا الأمر يساعدك على إيجاد البديل اللغوي المناسب لتلك العبارات في اللغات المستهدفة بالترجمة.
5ـ الإلمام بقواعد اللغتين الأصلية والمستهدفة
يجب على المترجم أن يكون مُلمًا بالقواعد النحوية واللغوية سواء في اللغة الأصلية أو اللغة المستهدفة بشكل كامل؛ حتى يتمكن من فهم النص بشكل صحيح والقدرة على ترجمته بدقة، فعلى سبيل المثال يؤدي تغيير علامات الضبط والتشكيل الموضوعة على آخر حرف في الكلمات في اللغة العربية إلى تغيير معنى العبارة بشكل كامل.
6ـ إيجاد مصادر موثوقة تساعده في الترجمة
إحدى أهم خطوات الترجمة هي عملية البحث عن كل ما يتعلق بالنص المراد ترجمته؛ لذا يحتاج المترجم إلى العثور على مصادر موثوقة يتعرف من خلالها على الترجمة الدقيقة لبعض المصطلحات أو يكتشف منها ثقافة المجتمعات أو يتحرى من خلالها السياق العام للنص المترجم وغيرها.
7ـ تقديم جودة مرتفعة في زمن قصير
كثيرًا ما تتطلب بعض مشاريع الترجمة إنجازها في أسرع وقت ممكن، هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا أمام المترجم حيث ينبغي عليه أن يلتزم بعامل الوقت مع ضمان الحفاظ على أعلى معايير الجودة الممكنة لتقديم تجربة تلبي رغبات العميل من مختلف الجوانب.
8ـ ترجمة الكلمات المركبة
تُعرف الكلمات المركبة على أنها مزيج من كلمتين أو ثلاثة يعطون معنى محدد، وينبغي على المترجم أن يفهم معناها الصحيح، وقد تكون الكلمات المركبة مكونة من شقين يسهل فهم معناهما بوضوح مثل afternoon أي «بعد الظهيرة» أو قد تكون الكلمة المركبة عبارة عن اتحاد كلمتين يعطون معنى مختلف تمامًا عند دمجهم مثل deadline أي «الموعد النهائي».
9ـ المصطلحات المفقودة بين لغة وأخرى
بعض المصطلحات الموجودة في لغة قد لا تجد لها مثيل في لغة أخرى، ببساطة لأنه ربما لا يتم استخدام هذا الأمر في المجتمعات التي تتحدث بتلك اللغة؛ مما يمثل إحدى أبرز تحديات الترجمة التي يجب أن يتعامل معها المترجم باحترافية سواء باستشارة العميل أو بالبحث عن أقرب بديل لغوي مناسب.
10ـ وجود معاني مختلفة للكلمة الواحدة
يوجد في كل لغة مجموعة من الكلمات التي يختلف معناها باختلاف سياق الجملة نفسها، يتضح هذا الأمر في اللغة العربية على سبيل المثال من خلال علامات التشكيل، لكن للآسف تلك العلامات لا يتقنها الكثيرون، لذلك فإن الحل هو فهم الكلمة من خلال السياق، ومن هذه الكلمات مثلًا كلمة «طبق» التي يمكن قراءتها على أنها وعاء للطعام أو على أن معناها أن هذا الأمر مماثل لأمر آخر مثل أن نقول «صورة طبق الأصل».
11. صعوبة الترجمة التسويقية
تعتبر ترجمة المحتوى التسويقي تحديًا بسبب اختلاف التعبيرات الثقافية والمعاني بين اللغات، فضلاً عن الحاجة لفهم المصطلحات الخاصة بالصناعة والأسلوب المناسب للعلامة التجارية. يتطلب الأمر أيضًا لمسة إبداعية لجعل النص جذابًا، مع مراعاة التغييرات السريعة في السوق وتوقعات الجمهور المستهدف. لذا، يحتاج المترجم إلى مهارات لغوية وثقافية عالية لفهم السوق المستهدف بشكل جيد.
حلول مشاكل الترجمة وكيفية التغلب على تحدياتها
بعد أن ذكرنا لك مجموعة من أبرز تحديات الترجمة التي تواجه أغلب المترجمين باختلاف خبراتهم ومدى احترافيتهم، هنا نقدم لك مجموعة نصائح تساعدك في التغلب على تلك التحديات بشكل كبير، وتتمثل فيما يلي:
- ضرورة قراءة النص بشكل كامل في البداية وفهم جوانبه بشكل صحيح قبل البدء في ترجمته.
- سؤال العميل حول أي أمر غامض أو غير واضح بالنص لمساعدتك في فهمه قبل الترجمة.
- التعرف على أشهر اللهجات الموجودة في اللغات التي تترجم منها وإليها وتوسيع معرفتك لأقصى درجة ممكنة في هذا الشأن.
- البحث الدقيق عن الترجمات المعتمدة للمصطلحات المتخصصة في أي مجال تترجم فيه من خلال مصادر رسمية وموثوقة.
- دراسة الاختلافات الثقافية بين المجتمع الأصلي والمجتمع المستهدف؛ لاختيار الطريقة الأنسب في توصيل بعض الأمور الشائكة.
- الاهتمام بدراسة اللغة التي تترجم منها وليس فقط اللغة التي تترجم إليها، وذلك من حيث القواعد النحوية واللغوية.
- استخدم CAT Tools في عمليات الترجمة؛ لأنها توفر عليك الكثير من الوقت، خاصة في المشروعات التي يجب إنجازها في أسرع وقت.
- استخدم المصادر المعتمدة والرسمية في مختلف جوانب البحث الذي تجريه قبل وأثناء عملية الترجمة.
- الاهتمام بتحديث المفردات اللغوية التي تمتلكها، والسعي نحو تنمية حصيلتك اللغوية أولًا بأول.
- التواصل باستمرار مع مجموعة من المتحدثين الأصليين للغة لاكتشاف ثقافتهم بشكل أكبر واستشارتهم في بعض الأمور الشائكة التي تواجهها أثناء عملك.
- الاهتمام بمرحلة المراجعة والتحرير بعد الترجمة؛ للحفاظ على الدقة والجودة المطلوبة في النص المترجم.
ختامًا، فإن عملية الترجمة معقدة وتحتاج إلى مجهود كبير لإتمامها على أكمل وجه وخروجها بالجودة المطلوبة، وهناك العديد من تحديات الترجمة التي يمكن أن تعوق الوصول إلى هذا الهدف، ذكرنا بعضها في هذا المقال مع مجموعة من النصائح للتعامل بفعالية مع تلك التحديات والتغلب عليها، شاركنا برأيك ما هو أصعب تحدي يواجه المترجمين خلال أداء عملهم؟
احترف الترجمة القانونية مع خبراء فاست ترانس
هل ترغب في تطوير مهاراتك في الترجمة القانونية ومواجهة التحديات التي تواجه المترجمين المبتدئين؟ نحن في فاست ترانس ندرك أن الترجمة القانونية تتطلب دقة وخبرة تتجاوز مجرد نقل الكلمات. انضم إلى دوراتنا التدريبية المتخصصة لتحصل على المعرفة والمهارات التي تؤهلك لتقديم ترجمات قانونية دقيقة، موثوقة، ومهنية
ابدأ رحلتك نحو التميز في الترجمة القانونية اليوم! للمزيد من التفاصيل، تصفح الدورة الآن!
الخاتمة
تتعدد الصعوبات التي تواجه المترجمين وتؤثر على جودة ودقة العمل. من أبرز هذه التحديات الفهم غير الدقيق للنص الأصلي، خاصة إذا كان يحتوي على مصطلحات ثقافية أو لهجات مختلفة. يواجه المترجمون أيضًا مشكلة التعامل مع المصطلحات المتخصصة في مجالات مختلفة مثل القانونية أو الطبية، حيث يتطلب ذلك دقة بالغة لتجنب الأخطاء. هناك تحديات أخرى تتعلق بالاختلافات الثقافية بين المجتمعات، وعدم وجود مقابل مباشر لبعض المصطلحات في اللغة المستهدفة، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالقواعد النحوية للغتين الأصلية والمترجمة.
يمكن التغلب على هذه الصعوبات من خلال عدة حلول، مثل فهم النص بعمق قبل البدء في الترجمة، والبحث المستمر عن الترجمات المعتمدة للمصطلحات المتخصصة. أيضًا، يمكن للمترجمين استخدام أدوات الترجمة المساعدة (CAT Tools) لتحسين سرعة ودقة الترجمة، كما يُنصح بالانخراط في ثقافة المجتمع المستهدف لضمان اختيار التعبيرات اللغوية المناسبة. علاوة على ذلك، التواصل مع العميل والاستفسار عن النقاط الغامضة، والاعتماد على مصادر موثوقة، يساعدان في تحسين جودة الترجمة.