Welcome to Fast Trans Translation

ما هي الترجمة الألية وأنواعها

تُعد الترجمة أحد أهم الطرق التي تُساعدنا في التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، كما تُمكن الدول مختلفة اللغات والثقافات من التواصل مع بعضهم البعض بصورة سهلة، ويعتقد البعض أن الترجمة هى ترجمة شاملة فقط ولا تضم أنواع داخلها، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ؛ حيث تضم الترجمة مجموعة من الأنواع المختلفة التي منها الترجمة البشرية والترجمة الألية، ولكن ما هي الترجمة الألية؟ّ وما هي أنواعها المختلفة؟ وما هي أهميتها؟ هذا ما نوضحه لكم اليوم.

 

تعريف الترجمة الألية

الترجمة الآلية هي أحد أنواع الترجمة التي تتم عن طريق استخدام الآلات والبرمجيات ويكون المترجم هُنا عبارة عن جهاز حاسوب وبرامج آلية وليس كائن أو مترجم بشري، فكل ما عليك فعله هو إدخال النص الذي تريد ترجمته من لغة إلى لغة أخرى على هذه البرامج، وبعد دقائق تتم عملية الترجمة للنص تلقائياً.

 

تعمل الترجمة الآلية عن طريق استخدام خوارزميات متقدمة؛ حتى تتمكن الآلة أو البرنامج من الترجمة وفقاً لها، ويكون ذلك تبعاً لمجموعة من الخطوات تتمثل فيما يلي:

  • في البداية يتم تحضير النص الذي يتم ترجمته عبر هذه الآلة من خلال مجموعة من عمليات التصفية والتنظيم.
  • وبعدها يتم تدريب وبرمجة نظام هذه الآلة على عمليات الترجمة؛ وذلك عن طريق استخدام أمثلة من النصوص بمختلف اللغات والترجمة الخاصة بها في اللغات الأخرى.
  • ثم تتعلم الآلة كيفية العمل ويقوم بتحليل الأمثلة؛ حتى يتمكن من فهمها ويُحلل الأنماط والاحتمالات التي تعلق بطريقة ترجمة الكلمات أو الجمل.
  • وبعدها تبدأ هذه الآلة بإستخدام هذه الآلية مرة أخرى عندما يتم إدخال نص جديد للترجمة.

 

والجدير بالذكر أن نتائج هذه الترجمة قد لا تكون دقيقة بعد الحصول عليها، وقد تحتاج في الكثير من الأحيان إلى التحسين والتعديل، كما نجد في بعض الأحيان وجود بعض الأخطاء فيها.

 

 

ما الفرق بين الترجمة الآلية والترجمة البشرية؟

لقد انتشر استخدام الترجمة الألية في وقتنا الحالي في العديد من المجالات والشركات، وخاصةً مع تطور برامج هذه الترجمة وتنوعها، ولكن رغم ذلك تظل هناك حاجة إلى الترجمة البشرية وتعتمد عليها الكثير الشركات والمؤسسات، 

 

حيث يظهر الفرق الأساسي والواضح بين الترجمة الآلية والترجمة البشرية في أن الترجمة الألية تتم من خلال برامج وآلات تم برمجتها للقيام بهذه العملية؛ مما يعني أن جودة الترجمة لن تكون دقيقة وقد تحتوي على بعض الأخطاء، كما أنها تكون خالية من المشاعر. أما الترجمة البشرية تتم من خلال مُترجم بشري يقوم بها؛ مما يعني أن جودة الترجمة تكون عالية وتقل نسبة الأخطاء التي قد توجد في نص الترجمة.

 

والجدير بالذكر أن الترجمة الآلية حتى تتم بشكل سليم وجودة جيدة؛ فهى تحتاج إلى الترجمة البشرية للتدخل؛ حتى يتم تحسين جودة النصوص المُترجمة آلياً وإضافة بعض المشاعر التي تؤثر في القارئ أثناء قراءة النص المُترجم.

اقرأ ايضا: ما هو نظام ادارة الترجمة TMS وأنواعه

 

ما هي أنواع الترجمة الآلية؟

هُناك أنواع متعددة من الترجمة الآلية يتم تصنيفها وفقاً لآلية عملها، وتتمثل أبرز هذه الأنواع فيما يلي:

 

1- الترجمة الآلية بناءً على القواعد (RBMT)

تعمل هذه الترجمة إعتماداً على القواعد اللغوية أثناء ترجمة النصوص؛ حيث تقوم بتحليل النص الذي سيتم ترجمته وفقاً لقواعد اللغة الأصلية الخاصة به، ثم تقوم بتحويله إلى اللغة المستهدفة بعد تحليل قواعدها اللغوية؛ لذا يواجه هذا النوع من الترجمة مجموعة كبيرة من العيوب بسبب اعتمادها على قواميس اللغة، كما تكون بحاجة إلى إضافة اللغات يدوياً، وكذلك تكون بحاجة إلى التدخل البشري للمراجعة والتأكد من دقة استخدام القواعد بعد الترجمة إلى اللغة المستهدفة.

 

2- الترجمة الآلية الإحصائية (SMT)

تعتمد هذه الترجمة على نماذج إحصائية أثناء عملها؛ حيث تتم عن طريق ربطها للعلاقات بين الكلمات والعبارات والجمل الموجودة في اللغة المصدر واللغة المستهدفة؛ وبالتالي تزداد نسبة الأخطاء التي تتم في هذا النوع من الترجمة؛ فهى لا تتم من خلال معالجة البيانات للوصول إلى أفضل ترجمة دقيقة وإنما تقوم من خلال التخمينات، لذا يتم استخدامها في ترجمة نقاط أساسية وواضحة فقط، ولا يتم استخدامها في ترجمة النصوص الكبيرة والدقيقة.

 

3- الترجمة الآلية المختلطة (HMT)

تُعد هذه الترجمة مزيج بين الترجمة الإحصائية والترجمة بناءً على القواعد؛ مما يعني جودتها العالية في الترجمة، فهى تقوم بمعالجة البيانات والاعتماد على القواعد والتخمينات مع بعضهم في عملية الترجمة من اللغة المصدر إلى اللغة المستهدفة، وعلى الرغم من نتائج هذه الترجمة عالية الجودة، إلا أنها تظل بحاجة كبيرة إلى المترجمين البشريين المحترفين لمراجعتها بعد الحصول على النتائج منها.

 

4- الترجمة الآلية العصبية (NMT)

يتم الاعتماد في هذا النوع من الترجمة على الذكاء الاصطناعي؛ حيث يتم تدريبه على تعلم اللغات وتحسينها بصورة مستمرة، وبالتالي عند تقديم نص إليه يقوم بالتعامل معه بصورة ذكية وتتم ترجمته بدقة عالية.

 

5– الترجمة الآلية القائمة على النقل: 

تتضمن هذه الطريقة ترجمة لغة المصدر إلى نصٍ وسيط، تتم ترجمته بعد ذلك إلى اللغة المستهدفة. إن هذه العملية طويلة وتتألف من سلسلة طويلة من المراحل المعقدة.

 

6– الترجمة الآلية القائمة على الأمثلة (EBMT): 

تعتمد الترجمة الآلية القائمة على الأمثلة على قاعدة بيانات لجمل ثنائية اللغة، وتجد أمثلة مماثلة لجملة الإدخال. فيقوم الخادم بالتكيف، ويجمع بين هذه الأمثلة لتوليد ترجمة. هذا النهج مفيد بشكل خاص للتعامل مع التعبيرات الاصطلاحية.

 

ما هي التقنيات المستخدمة في الترجمة الآلية؟

تتضمن تقنيات الترجمة الآلية استخدام الأساليب الحوسبية لترجمة النص أو الكلام تلقائيًا من لغة إلى أخرى. فيما يلي بعض تقنيات الترجمة الآلية الشائعة:

 

1– الترجمة الآلية القائمة على القواعد: 

يعتمد هذا النهج على القواعد اللغوية والقواميس لترجمة النص. يتضمن مجموعة من القواعد المحددة مسبقًا التي تحكم عملية الترجمة. على الجانب الآخر، فإن هذه التقنية لها عيوبها، حيث يمكنها أن تكون فعالة لأزواج لغوية معينة، إلا أنها قد لا تكون مناسبة للغات التي تختلف هياكلها النحوية واللغوية.

 

2– التعلم المعزز في الترجمة الآلية: 

تم تطبيق تقنيات التعلم المعزز لضبط نماذج الترجمة الآلية. ويتلقى النظام تعليقات على نوعية الترجمات ويعدل تجاربه باستمرار لتحسين الأداء بمرور الوقت، وتحسين جودة النصوص المترجمة التي يقوم بإنتاجها.

 

 

ما هي مميزات الترجمة الآلية؟

تلعب الترجمة الآلية دورًا حاسمًا في عملية الترجمة في العصر الحديث، ويمكن استخدامها بشكل مستقل، أو جنبًا إلى جنب مع الترجمة البشرية. للترجمة الآلية ثلاثة مميزات تحصل عليها عند استخدامها في عمليات الترجمة التي تجريها:

 

1– مرونة عالية في الاستخدام اللغوي:

يمكن لمعظم المصادر الإلكترونية للترجمة الآلية ترجمة 50-100 لغة على الأقل. هذه البرامج قوية بما يكفي لترجمة لغات متعددة في وقت واحد، مما يساعدك في توطين النصوص الخاصة بك لأكثر من جمهورٍ مع بذل أقل قدراً من الوقت والجهد على الإطلاق.

 

2– سرعة عمليات الترجمة:

يمكن للترجمة الآلية ترجمة ملايين الكلمات لمشاريع الترجمة كبيرة الحجم في وقتٍ قصيرٍ للغاية. على الرغم من كون سرعة عمليات الترجمة أحد المميزات الرئيسية التي تقدمها الترجمة الآلية، فإن ما لا يقل روعة هو ارتفاع قدرة الذكاء الاصطناعي الذي يُعد وقود الترجمة الآلية من تحسين جودة عمليات الترجمة التي يجريها من أجلك بزيادة المحتوى الذي تطلب منه أن يترجمه.

 

3– انخفاض تكاليف عمليات الترجمة:

حتى عندما تكون هناك حاجة إلى مترجمين بشريين لتحرير النصوص التي قد تم ترجمتها بواسطة الترجمة الآلية، فإن خوادم الترجمة الآلية فعالية في تخفيض تكاليف الترجمة، وتقليص المدة الزمنية التي تستغرقها. ترفع تقنيات الترجمة الآلية العبء عن المترجمين البشريين بإمدادهم بمسودات ترجمة المختلفة ليقوموا بتعديلها فقط

 

4– قدرة الترجمة الآلية على أن تكون متخصصة:

يمكن تدريب الترجمة الآلية على مجالات محددة باستخدام بيانات خاصة بالمجال المستهدف، والمصطلحات المتخصصة الخاصة به. يتم هذا من خلال جمع واستخدام كميات كبيرة من النصوص المترجمة من المجال المستهدف، مثل الوثائق الطبية أو القانونية أو التقنية. يمكن أن تتعلم نظم الترجمة الآلية فهم المصطلحات المحددة المستخدمة في هذا المجال وترجمتها بدقة.

 

5– الثبات في استخدام المصطلحات:

يشير الثبات في استخدام المصطلحات إلى استخدام مصطلحات متسقة في الترجمات المختلفة، وهو أمر مهم للحفاظ على الدقة والوضوح وسهولة القراءة. على سبيل المثال، إذا تمت ترجمة مصطلح ما بشكل مختلف في كل مرة يظهر فيها في وثيقة، فقد يؤدي ذلك إلى إرباك القارئ، وعدم قدرته على فهم النص بشكلٍ سليم.

 

عيوب الترجمة الألية

رغم تعدد مزايا وفوائد الترجمة الألية، إلا أن ُهناك عيوب متعددة بها، وفيما يلي أبرز هذه العيوب:

  • جودة ترجمة منخفضة

تفشل الترجمة الألية في تقديم نص مُترم بدقة عالية، ونُلاحظ انخفاض جودة النص الذي تقوم بترجمته، وذلك بسبب وجود بعض المصطلحات والتعابير الثابتة التي لا تتعامل معها بشكل سليم أثناء الترجمة، كما أنها لا تعتمد على مصادر دقيقة في عملية الترجمة.

 

  • عدم الدقة في الترجمة

لا تُقدم لك الترجمة الألية ترجمة دقيقة كما يُقدمها لك المترجمون البشريون؛ فالمترجم البشري يقوم بفهم النص جيداً قبل الترجمة؛ حتى يتمكن من ترجمتها بصورة دقيقة مع الحفاظ على معناه والمفهوم الخاص به، على عكس الترجمة الآلية التي لا يتم فيها فهم معنى النص، وإنما يتم ترجمته بصورة حرفية للكلمات والجمل من لغة إلى أخرى فقط.

 

  • وجود بعض الأخطاء 

نُلاحظ وجود العديد من الأخطاء النحوية في الترجمة الألية، وبالطبع تؤثر هذه الأخطاء على المحتوى وعلى القارئ، كما أنها قد تؤثر على معنى النص الذي يتم ترجمته بعد الترجمة إلى اللغة المستهدفة ولا تُحافظ على المفهوم الأساسي له.

 

 

ما أهمية الترجمة الألية

تظهر أهمية وفوائد الترجمة الآلية في العديد من النقاط المختلفة، والتي منها:

  • تتم عملية الترجمة بصورة فورية وسريعة.
  • يُمكن ترجمة عدد كبير من الكلمات في ثواني أو دقائق فور إدخال النص بصورة مباشرة.
  • تدعم عدد كبير من اللغات المختلفة.
  • ذات تكلفة منخفضة.

 

بعض من تطبيقات الترجمة الألية

هُناك تطبيقات متعددة وأدوات مختلفة يتم استخدامها في الترجمة الألية، ومن أشهر هذه التطبيقات ما يلي:

1- Google Translate

يُعد تطبيق ترجمة جوجل أحد أكثر برامج الترجمة الألية انتشاراً واستخداماً حول العالم؛ حيث تدعم عدد كبير من اللغات يصل لأكثر من 100 لغة، كما يعتمد عليه في الترجمة عدد كبير من الأفراد والشركات من مختلف دول العالم.

 

2- Naver Papago

يُعد تطبيق Naver Papago أحد أفضل تطبيقات الترجمة التي تعتمد على الترجمة العصبية؛ حيث يقوم بالتعلم من أخطائه في الترجمة ويعمل على فهم نوع الترجمة التي يحتاج إليها المستخدم؛ ليقوم بتقديمها إليه.

 

3- DeepL Translator

يعد موقع DeepL Translator أحد تطبيقات الترجمة الألية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، و يستخدمه آلالاف المستخدمين الجدد شهرياً؛ وذلك لتقديمه ترجمة بلغات متعددة وسرعته في الترجمة.

 

4- Yandex Translate

يتميز تطبيق Yandex بترجمته السريعة ودعمه عدد كبير من اللغات المختلفة في الترجمة، ويعتمد هذا التطبيق على الترجمة الآلية الإحصائية التي تم تطويرها وتحسينها؛ لتقوم على التعلم الذاتي وتُقدم للمستخدم ترجمة ذات جودة جيدة.

 

 

ما هو تاريخ الترجمة الآلية؟

على عكس ما قد يظنه البعض، إن مفهوم الترجمة الآلية ليس بحديث، وإنما يمتد تاريخه إلى ثلاثينيات القرن المنصرم، وخلال عقودٍ من الزمن أخذت الفكرة بالتطور والتبلور حتى وصلنا إلى تقنيات الترجمة الآلية التي لا غنى عنها في عالمنا. 

 

1– ثلاثينيات القرن العشرين:

في ثلاثينيات القرن العشرين، وتحديداً في عام 1933 قدم العالم السوفيتي بيتر ترويانسكي آلة تقوم باختيار الكلمات المناسبة لترجمة نصٍ ما ثم طباعتها إلى أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي، وقد كانت تلك الآلة حينها في غاية البساطة والبدائية التكنولوجية. 

 

2– ستينيات القرن العشرين:

منذ العقد الثالث وحتى العقد السادس استمرت النضالات العبثية لتحسين الترجمة الآلية، حتى قامت لجنة ألباك الأمريكية في عام  بوصف 1966 الترجمة الآلية بأنها باهظة الثمن وغير دقيقة وغير واعدة، كما أوصوا الباحثين بالتركيز على تطوير القاموس التقليدي فحسب.

 

3- سبعينيات القرن العشرين:

ظهرت الأفكار الأولى المتعلقة بالترجمة الآلية المنظمة في السبعينيات. تأمل العلماء والباحثون عمل المترجمين البشريين، وحاولوا إجبار أجهزة الكمبيوتر البطيئة للغاية على تكرار نفس الخطوات التي يقوم بها المترجم البشري أثناء تعامله مع النص.

 

4- تسعينيات القرن العشرين:

في أوائل عام 1990، في مركز أبحاث آي بي إم، تم عرض نظام ترجمة آلي لأول مرة لا يعرف شيئًا عن القواعد واللغويات ككل.اعتمد النظام الآلي على قدرته على تحليل النصوص المماثلة بلغتين مختلفتين ومحاولة فهم الأنماط والمتشابهات بينهم.

 

5- مطلع القرن الواحد والعشرين:

في مطلع القرن الواحد والعشرين قامت بعض شركات تطوير السوفت وير بتأسيس خدمات الترجمة الآلية عبر شبكات الانترنت، ثم قامت اليابان في عام 2008 بتطوير خدمات الترجمة الرسائل النصية على الهواتف الجوالة، وتلتها الصين في عام 2009 حيث قامت بإدراج خدمات الترجمة الآلية إلى الهواتف الجوالة التي تقوم بإنتاجها.

 

6- الزمن الحالي:

شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الترجمة الآلية مع بحث شركة جوجل حول ترجمة الآلة الذي يشير إلى مستقبل متفائل لهذه لهذا المجال من الترجمة.

 

في النهاية عزيزي وبعد التعرف على الترجمة الألية وأنواعها المختلفة، قد يعتقد البعض أن تطور وانتشار برامج الترجمة الآلية سيُهدد المترجم البشري، ولكن هذا الإعتقاد خاطئ، فمهما تم تطوير وتحسين هذه البرامج تظل برامج تُخطئ في بعض الأحيان ولا يُمكنها تقديم النص بشكل دقيق وجودة عالية مثل المترجم البشري، بالإضافة إلى حاجة النصوص التي يتم ترجمتها آليا إلى التدخل البشري من أجل تحسينها والتأكد من صحتها.

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white