Welcome to Fast Trans Translation

info@fast4trans.com

00201552196068

تاريخ الترجمة الطبية – المختصر المفيد

تعتبر الترجمة الطبية أحد أقدم فروع الترجمة التي عرفها الإنسان؛ وذلك بسبب رغبته في نقل ما توصل إليه العلماء والمتخصصين في المجال الطبي من لغة لأخرى حتى تعم الفائدة، وفي هذا المقال نعطي لمحة بسيطة عن تاريخ الترجمة الطبية ومراحل تطورها.

 

أهم العوامل التي أثرت على تاريخ الترجمة الطبية

من الصعب تحديد نقطة بداية الترجمة الطبية بدقة لكن هناك بعض العوامل والأسباب التي ساهمت في انتشار هذا الفرع من الترجمة وتطوره شيئًا فشيء ومنها ما يلي:

 

1. تاريخ الترجمة الطبية في العالم الغربي

سعى علماء الدولة الاغريقية في الفترة بين عامي (500 ـ 530 قبل الميلاد) إلى نقل جزء كبير من معرفتهم في المجال الطبي إلى بلاد الرومان ثم أوروبا في العصور الوسطى وغيرها.

وساهمت الفتوحات الواسعة للإسكندر الأكبر في انتشار العلوم اليونانية في مصر وغرب آسيا حيث أُطلق عليها اسم «الثقافة الهلنستية» وترتب عليها انتشار الكثير من المدارس المهتمة بتدريس العلوم المختلفة مثل مدرسة نصين والإسكندرية والرها وحرّان وغيرها، وظلت هذه الثقافة موجودة حتى انتشار الإسلام في هذه المنطقة.

ومع انتقال مراكز التعلم الموجودة في اليونان إلى مصر سعى الأطباء اليونانيين إلى نقل معرفتهم الطبية وترجموا العديد من المؤلفات الطبية اليونانية إلى اللغة العربية واللاتينية أيضًا.

وظلت اللغة اللاتينية هي اللغة المستخدمة في دراسة المجال الطبي في كثير من الجامعات الأوروبية حتى عام 1800م، وكان يتم ترجمة المصطلحات الطبية من اللغتين اليونانية والعربية إلى اللغة اللاتينية.

ولتسهيل عملية التدريب العملي والتعامل مع المرضى تم استبدال اللغة اللاتينية باللغات المحلية للدول الأوروبية مع الإبقاء على بعض المصطلحات المتخصصة اليونانية واللاتينية.

بعد ذلك نتيجة للتغيرات الدولية، أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية المصطلحات الطبية في مختلف دول العالم، كشكل جديد من سيطرة لغة واحدة على مجال الترجمة الطبية.

 

 

2. جهود الدول الإسلامية في تاريخ الترجمة الطبية

منذ أن نزلت رسالة الإسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- واهتمت بالعلم والحث عليه في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية المُشرفة، لذلك كان من الطبيعي أن يبذل كثير من خلفاء الدول الإسلامية المتعاقبة مجهودات بارزة في مجال الترجمة بشكل عام والترجمة الطبية بشكل خاص.

 

 اهتم العرب بمختلف العلوم وبخاصة علم الطب حيث سعوا إلى نقل قواعد هذا العلم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وكانت البداية في عهد خالد بن يزيد بن معاوية الذي طلب من راهب إسكندراني يُدعى مريانوس أن يقوم بترجمة كتب الكيمياء من اللغة اليونانية إلى العربية.

أما الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز فشهد عصره نشاطًا ملحوظًا في مجال الترجمة الطبية، حيث قام باستقدام كثير من الأطباء من مدينة الإسكندرية وأمرهم بأن يتولوا مهمة نقل بعض المؤلفات الطبية إلى اللغة العربية.

وبشكل عام فلقد تأثر الطب في عهد الخلافة الأموية بالتقدم اليوناني في هذا المجال، حيث تمت ترجمة كتب كثير من العلماء اليونانيين مثل جالينوس وأبقراط، كما شهدت هذه الفترة نقل أطباء مدرسة جنديسابور طب اليونان الذي كان بصبغة فارسية إلى جانب الإطلاع على ما جاء به الأطباء الهنود من بلادهم إلى بغداد فامتزجت تلك المعرفة مع ما امتلكه العرب من علوم الطب خلال الجاهلية وعصر صدر الإسلام، فتشكلت ملامح علوم الطب في العصر الأموي.

ويروي بعض المؤرخين أن خالد بن زيد بن معاوية كان أحد العلماء في الطب والكيمياء، ويرجع إليه الفضل في نقل طب اليونان إلى اللغة العربية حتى يستفيد منه في علمه ودراسته، ثم تطور الأمر بعد ذلك شيئًا فشيء.

وشهد عصر الخلافة العباسية توسعًا كبيرًا في حركة الترجمة كما شهد نهضة في مختلف المجالات وعلى رأسهم المجال الطبي؛ فأصبحت مدينة بغداد منارة علمية شهيرة تقبل عليها الكتب والعلماء من مختلف المدن الأخرى.

وأوكل الخليفة الرشيد إلى يوحنا بن ماسويه مهمة ترجمة الكتب الطبية القديمة بالإضافة إلى الكتب التي كان يجمعها المسلمون كغنائم في غزواتهم، كما وضع الرشيد نواة تأسيس بيت الحكمة والذي أكمله من بعده الخليفة المأمون وأصبح في عهده صرح ثقافي كبير يعتبره البعض معهدًا للترجمة ويستخدمه آخرون في جلسات المناقشة العلمية.

وبذلك فإن كثير من المؤرخين يصفون الحقبة العباسية بأنها كانت شديدة الاهتمام بفروع الترجمة المختلفة سواء كان ذلك على مستوى الدولة أو الأفراد، حتى تجاوز عدد التراجم عن المائة تقريبًا، كما شهدت هذه الفترة إقامة العديد من المدارس المتخصصة في تعليم الترجمة، كما ركزت بعض الأسر نشاطها في أعمال نقل العلوم من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية.

 

أسباب اهتمام العرب بالترجمة الطبية

اهتم الإسلام بشكل كبير بالإطلاع على ثقافات الدول المختلفة آنذاك، حيث أنه كان الهدف الأكبر هو إقامة دولة إسلامية كاملة وليس مجرد دين ينظم الجانب العقائدي في حياة الناس.

وكان أحد أركان إقامة الدولة الإسلامية هو الاهتمام بالعلوم المختلفة سواء الإنسانية أو الطبيعية، ولأن العلوم متكاملة كان يجب التوجه إلى التعرف على ما توصل إليه العلماء في الدول الأخرى ليتعلم المسلمون منهم ويزيدون عليه إنتاجًا علميًا خاصًا بهم بشكل كامل، ومن بين هذه العلوم الطب.

كذلك فإن رغبة المسلمين في تحسين الرعاية الطبية للمرضى كانت عامل مهم في تاريخ الترجمة الطبية حيث لم يكن الهدف مجرد التعرف على ما توصلت إليه الدول الأخرى للمعرفة فقط بل كان السبب الأسمى هو محاولة استغلال تلك المعرفة في تحسين الرعاية الصحية للمسلمين.

ختامًا، تناولنا في هذا الموضوع لمحة بسيطة عن تاريخ الترجمة الطبية في الدول الغربية والعالم العربي وكيف تطور هذا الفرع من فروع الترجمة على الرغم من العديد من تحديات الترجمة الطبية، كما أوضحنا أبرز أسباب توجه الدولة الإسلامية في مختلف عصورها القديمة إلى الاهتمام بترجمة العلوم المختلفة بشكل عام وعلم الطب بشكل خاص.

 

شركة فاست ترانس – ترجمة طبية موثوقة

والآن نحن نسعى لمواصلة المجهودات في خدمات الترجمة الطبية، إذا كنت تريد ترجمة وثيقة أو مستند طبي إلى أي لغة أخرى لا تتردد في طلب مساعدتنا في هذه المهمة فنحن متخصصون في ترجمة التقارير الطبية.

لدينا مجموعة كبيرة ومتميزة من المتخصصين في الترجمة الطبية بأنواعها المختلفة، يحملون سنوات خبرة طويلة ويتميزون بأنهم أصحاب خلفية طبية تساعدهم على إتمام العمل في أفضل شكل ممكن، احصل على ترجمة معتمدة للمستندات والوثائق الطبية بمختلف أنواعها في أسرع وقت وبأعلى درجات الجودة والدقة والاحترافية وبأسعار تنافسية للغاية.

 
 

محتوى قد يهمك