تعرف على تقنية الاقتراض في الترجمة وما أهميتها؟ ومتى تستخدم؟

محتويات المقال

فن الترجمة فنٌ حرٌ طليقٌ، ولكن تقييد هذه الحرية بأدواتٍ علمية محددة تسمح للمترجم أن يقوم بتوظيف الحرية التي يتميز بها فن الترجمة في إطارٍ صحيح. من تلك الأدوات التي يقوم المترجم بتوظيفها في عملية الترجمة هي تقنية الاقتراض.

ليس واجباً على المترجم أن يقوم باستخدام نفس التقنيات في كل عملية ترجمة يقوم بها؛ فهناك العديد من التقنيات المختلفة التي قد تتقابل ولا تتوافق أبداً، ولهذا فإن دراسة دقائق وتفاصيل كل تقنية من أهم أبواب تعلم استخدام وتوظيفها.

عليه فالآن نحن نحاول أن نتعرف على تقنية الاقتراض في الترجمة وأهميتها، ومتى نقوم باستخدامها حتى تضيف للنص المترجم، وكيف نقوم بتطبيقها بشكلٍ صحيح.

ما هي تقنية الاقتراض في الترجمة؟ 

تقنية الاقتراض في الترجمة هي استخدام نفس اللفظ من لغة المصدر عند تحويل النص إلى لغة الهدف، بدلاً من استخدام المقابل الخاص بها من لغة الهدف، ولكن باستخدام حروف لغة الهدف؛ فتجد النص المترجم بلغة الهدف، ومن بين كلماته وعباراته كلمة في لغة المصدر ولكن تمت كتابتها بحروف لغة الهدف. 

في الواقع إن تقنية الاقتراض تقنية لغوية قام المترجمون باقتراضها من اللغويين الذين يقومون باقتراض لفظاً من لغة إلى لغة أخرى للتعبير عن معنى يصعب عليهم التعبير عنه باللغة الأولى، فيقوم المترجمون باقتراض لفظ من النص المصدر والاستبقاء عليه في النص الهدف.

ما هي أهمية الاقتراض في الترجمة؟

تكمن أهمية الاقتراض في الترجمة في قدرتها على نقل بعض الفروق الثقافية أو التاريخية أو التقنية التي قد يكون من الصعب التعبير عن خلاف ذلك. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية لأهمية الاقتراض في الترجمة:

1– الحفاظ على المعنى: 

تعمل تقنية الاقتراض في الترجمة على الحفاظ على المعنى الأصلي الذي يعنيه الكاتب الأصلي للعمل في حالة عدم وجود مقابل دقيق تفيد نفس المعنى بالضبط في لغة الهدف، وفي هذه الحالة فإن اللفظ الخاص بلغة المصدر هو الوحيد الذي يمكن أن يعبر عن المعنى الذي يعنيه الكاتب الأصلي.

2– دقة استخدام المصطلحات التقنية المتخصصة: 

تساهم تقنية الاقتراض في الترجمة على دقة استخدام المصطلحات التقنية المتخصصة. فإن بعض هذه المصطلحات نشأت على أيدي مترجمين من دول مختلفة، ولا يوجد ما يعادل معناها في اللغات الأخرى فوجب استخدامها واقتراضها إلى اللغات الأخرى من أجل ضمان وضوح المعنى، وخلوه من الغموض.

3– احترام السياق الثقافي: 

لتقنية الاقتراض في الترجمة دورٌ فعال في احترام السياق الثقافي للنص؛ فإن استخدام اللفظة التي اعتمدها الكاتب الأصلي دون غيره ممن يحاولون ترجمة النص سيحافظ على النسيج الثقافي الذي يحاول الكاتب الأصلي جاهداً خلقه باستخدام ذلك اللفظ.

4– تحقيق التآلف بين الشعوب: 

من شأن تقنية الاقتراض في الترجمة تحقيق التآلف بين الشعوب، حيث إن استخدام نفس المصطلحات والألفاظ في اللغات المختلفة في نفس السياقات يساهم في تقارب الشعوب من بعضها، وتآلف أرواحهم بشكلٍ عام.

%D9%81%D8%A7%D8%B3%D8%AA %D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3 %D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%A9

متى ولماذا نستخدم تقنية الاقتراض في الترجمة؟

يقوم المترجمون عادة باستخدام تقنية الاقتراض في الترجمة عندما لا يكون هناك مصطلح مماثل في اللغة الهدف، أو عندما يحمل المصطلح المستعار معنى ثقافيًا أو تقنيًا محددًا يتم الاحتفاظ به بشكله الأصلي. بعض هذه الحالات الشائعة:

1– الأسماء التجارية: 

غالباً ما يتم اقتراض أسماء المنتجات أو الشركات، والحفاظ عليها في ثوبها الأصلي بغض النظر عن اختلاف اللغات للحفاظ على هوية العلامة التجارية، والاعتراف بها، وسهولة الوصول إليها.

2– أسماء الأعلام: 

في أغلب الأحيان يتم استخدام تقنية الاقتراض عند ترجمة أسماء الأعلام كأسماء الأشخاص، والأماكن، والمباني، والتماثيل، والمعالم المختلفة، وهذا للحفاظ على هويتها، حيث ليس من المعقول أن يكون للفرد اسماً في لغته، ويقوم بتغييره رسمياً إلى اسمٍ آخر في لغة أخرى.

3– المصطلحات المفاهيمية: 

يتم استخدام تقنية الاقتراض في ترجمة المصطلحات المفاهيمية التي تمثل مفهوماً فريداً لثقافة ما دون غيرها من الثقافات الأخرى، فنقوم باستخدام نفس المصطلح عند التعبير عن ذلك المفهوم في لغة الهدف.

4– الترجمة الأدبية:

غالباً ما يقوم المترجمون باستخدام تقنية الاقتراض في الترجمة الأدبية. معظم الأشعار والروايات وغيرها من ألوان الأدب تحتوي على علامات ثقافية، وإن تمت ترجمتها بدون توظيف الاقتراض فحينها قد يتم فقد عمق المعنى في عملية الترجمة.

5– الترجمة القانونية:

إن استخدام تقنية الاقتراض في الترجمة القانونية شائع للغاية، حيث إنها من أفضل التقنيات التي يمكن استخدامها لترجمة المصطلحات القانونية ذات المعنى المحدد الذي لا مقابل لها في لغة المصدر، وهذا يضمن نقل القصد القانوني بدقة باللغة المستهدفة دون فقدان أي آثار قانونية.

أمثلة على تقنية الاقتراض في الترجمة:

سنستعين ببعض الأمثلة على تقنية الاقتراض من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية في الترجمة كي نفهم بشكلٍ عملي كيف تعمل هذه التقنية:

  • Bureaucracy: بيروقراطية
  • Technology: تكنولوجيا
  • Television: تليفزيون
  • Taxi: تاكسي
  • Cinema: سينما
  • Balcony: بلكونة
  • Terrace: تراس
  • Bank: بنك
  • Pizza: بيتزا
  • Jeans: جينز

كما يوجد العديد من أمثلة الاقتراض من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية في الترجمة:

  • الجبر: Algebra
  • جمل: Camel
  • مسك: Musk
  • خوارزمية: Algorithm
  • ليمون: Lemon
  • سكر: Sugar
  • قطن: Cotton
  • سفاري: Safari
  • غول: Ghoul
  • كحول: Alcohol

ما هو الفرق بين الترجمة بالاقتراض والتكييف؟

كل من الترجمة بالاقتراض والترجمة بالتكييف يتشابهان في الهدف من استخدامهما، ولكنهما يختلفان في آلية عملهما، ونتيجة عملية الترجمة التي يحصل عليها المترجم جراء استخدامهما.

الترجمة بالاقتراض والترجمة بالتكييف تقنيتان من تقنيات الترجمة التي يقوم المترجم بتوظيفهما عندما لا يجد مقابل في اللغة والثقافة الهدف للمصطلحات والدلائل الثقافية التي يشتمل عليها النص في اللغة المصدر. كل منهما تحاول أن تتعامل بشكلٍ مختلف مع ذات المشكلة، ويمكن للمترجم أن يحدد أيهما يختار بناءاً على الهدف من الترجمة.

تقنية الاقتراض في الترجمة تقوم باقتراض اللفظ من لغة المصدر واستخدامه في لغة الهدف دون تغيير فيه، أما تقنية التكييف فتقوم باستبدال العنصر الثقافي الأقرب في ثقافة الهدف بالعنصر الثقافي في ثقافة المصدر. 

فمثلاً عند ترجمة العامية المصرية في عبارة “عم جميل” من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية نقوم باستخدام تقنية الاقتراض ونترجمها إلى “Amm Jamil” لحفظ المعنى الثقافي لمصطلح “عم” والذي يُطلق على الرجال من المعارف الأقرب سناً في العامية المصرية.

أما عند ترجمة المثل العربي “العبرة بالخواتيم” من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية نقوم باستخدام تقنية التكييف ونترجمها إلى “It is the end that counts”، وكل منهما مثل قائم بذاته، ولكنه يحمل الفوارق الثقافية التي يتميز بها كل شعبٍ عن الآخر.

تقنية الاقتراض في الترجمة من التقنيات الهامة التي يستخدمها المترجمون من أجل تخطي بعض الحالات التي تواجههم من المصطلحات التي لا مقابل لها في لغة الهدف، وهي تزيد من جمالية النصوص المترجمة، ومن عمق الدلالة الثقافية التي تحملها.

%D9%81%D8%A7%D8%B3%D8%AA %D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3 %D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%A9

احترف الترجمة القانونية مع خبراء فاست ترانس

هل ترغب في تطوير مهاراتك في الترجمة القانونية ومواجهة التحديات التي تواجه المترجمين المبتدئين؟ نحن في فاست ترانس ندرك أن الترجمة القانونية تتطلب دقة وخبرة تتجاوز مجرد نقل الكلمات. انضم إلى دوراتنا التدريبية المتخصصة لتحصل على المعرفة والمهارات التي تؤهلك لتقديم ترجمات قانونية دقيقة، موثوقة، ومهنية

ابدأ رحلتك نحو التميز في الترجمة القانونية اليوم! للمزيد من التفاصيل، تصفح الدورة الآن!

تعلم الترجمة CTA

الخاتمة

تقنية الاقتراض في الترجمة تُستخدم لنقل الكلمات من اللغة المصدر إلى اللغة المستهدفة دون تغييرها، وذلك للحفاظ على دقة المعاني وعمق السياق الثقافي. تُعد هذه التقنية مفيدة بشكل خاص عند التعامل مع المصطلحات التقنية أو المفاهيم الفريدة التي لا تتوفر لها بدائل واضحة في اللغة الهدف، مما يضمن وضوح النصوص المترجمة ويجنب أي سوء فهم. على سبيل المثال، بعض الكلمات مثل “تكنولوجيا” و”سينما” تم استعارتها مباشرة من الإنجليزية إلى العربية للحفاظ على المعنى الأصلي.

كما أن الاقتراض يُسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب من خلال استخدام مصطلحات مشتركة في لغات مختلفة. يكثر استخدام هذه التقنية في المجالات القانونية والتقنية والأدبية، حيث تساعد على نقل المصطلحات والأسماء الخاصة مثل العلامات التجارية وأسماء الأشخاص والمفاهيم الفريدة مع الحفاظ على هوية النص الأصلي.

مقالات ذات صلة

Fast4Trans-logo-white