ما هي ذاكرة الترجمة TM (Translation memory) وكيفية عملها وفوائدها

محتويات المقال

ذاكرة الترجمة هي قاعدة بيانات ذكية تخزن الترجمات السابقة وتربطها بنظيراتها في اللغة الهدف، مما يساعد المترجمين على استرجاع النصوص المترجمة واستخدامها مرة أخرى لتوفير الوقت والجهد. تعمل هذه الأداة على ضمان اتساق الترجمات وجودتها، خاصة في النصوص المكررة مثل العقود والمحتويات التقنية، وتتيح التعاون الفعّال بين فرق العمل عبر الإنترنت. كما أنها تساهم في تقليل التكاليف وتسريع العمل عن طريق تقديم اقتراحات ترجمة دقيقة بناءً على ما تم ترجمته مسبقًا، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في تحسين الإنتاجية ودقة الترجمات في المشروعات الكبيرة.

تعريف ذاكرة الترجمة Translation memory

تُعرف ذاكرة الترجمة على أنها قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على مجموعة كبيرة من الكلمات والعبارات والفقرات في اللغة المصدر وما يقابلها في اللغة المستهدفة في شكل أزواج لغوية تُعرف باسم “وحدات الترجمة”؛ ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة.

وهذا الأمر يعني أن المترجم الذي يعمل مع برمجيات وأدوات ذاكرة الترجمة لن يكون مضطرًا إلى أن يبدأ العمل في كل مشروع ترجمة جديد من الصفر، بل يمكنه الاعتماد على أعماله السابقة أو أعمال غيره من المترجمين حيث يتم إضافة الكلمات والعبارات الجديدة التي يترجمونها في كل مشروع إلى الذاكرة؛ فيترتب على ذلك وجود قاعدة بيانات كبيرة تنمو مع الوقت ويمكن الاعتماد عليها في المشروعات المشابهة.

كيف تعمل ذاكرة الترجمة TM

وتتمثل طريقة عمل ذاكرة الترجمة في أنه حينما تقوم بفتح الملف المراد ترجمته عبر أي من برمجيات CAT tools فإن تلك الأدوات تبحث في ذاكرة الترجمة لديها عن الكلمات أو العبارات الموجودة في النص الجديدة وتقارنها بقاعدة بياناتها، فإذا وجدت أنها تطابق أي جملة قمت بترجمتها في وقت سابق فإنها تخبرك بهذا الأمر، وتوضح لك أن المصطلحين بينهما تطابق 100%، أما إذا كان هناك تشابه بين المصطلحين ولكن هناك اختلافات بسيطة فإنها تخبرك بأن هناك “تطابق غير دقيق أو غامض”.

أهمية ذاكرة الترجمة TM

تلعب ذاكرة الترجمة دورًا هامًا في عملية ترجمة المشاريع بدقة وسهولة ويسر، وتتمثل أهميتها فيما يلي:

1ـ التعامل مع أنواع الملفات المعقدة

تساعد ذاكرة الترجمة على تسهيل تجربة عمل المترجم عبر أنواع الملفات المختلفة مهما بلغ تعقيدها، حيث يمتلك قليل من المترجمين المهارات اللغوية والفنية لترجمة محتوى الرموز التقنية لمواقع الويب أو تطبيقات الهاتف المحمول على سبيل المثال، حيث تمثل ترجمة نصوص XML تحديًا كبيرًا أمام كثير من المترجمين لكن الأمر يختلف تمامًا باستخدام ذاكرة الترجمة.

2ـ توزيع العمل

لتلبية رغبات كثير من العملاء بشأن ترجمة المحتوى كبير الحجم، يحتاج مزودو خدمات الترجمة في بعض الأحيان إلى توزيع العمل على أكثر من مترجم بشكل متوازٍ، حيث تسمح أدوات ذاكرة الترجمة، خاصة تلك المستندة إلى خوادم إلكترونية عبر الإنترنت، بالتعاون بين مترجمين متعددين في الوقت نفسه.

3ـ حماية ملفات الترجمة من التلف

لا تنحصر فائدة استخدام ذاكرة الترجمة عبر الخوادم فقط على مجرد تبسيط سير العمل، بل تساعد كذلك في الحفاظ على الترجمات من أي حوادث غير متوقعة، حيث إنه يتم حفظ الترجمات بمجرد الانتهاء منها في قاعدة بيانات الخوادم؛ مما يقلل من خطر فقدان هذه الملفات لأي سبب.

كما أنه إذا تعرضت الملفات للتلف خلال مرحلة ما بعد الترجمة أثناء نقلها عبر الوسائط المختلفة أو أثناء النشر الإلكتروني، وكنت تستخدم برمجيات ذاكرة الترجمة، يمكن حينها بسهولة إعادة إنشاء الترجمة باستخدام البيانات المخزنة في الذاكرة وإعادة ترجمة الوثيقة الأصلية مع أدنى حد من المجهود المبذول في إعادة العمل.

4ـ تنظيم المشاريع المعقدة

من الناحية التنظيمية، توفر أدوات ذاكرة الترجمة بيئة منظمة لإدارة المشاريع المعقدة التي قد تتألف من آلاف الملفات، فمن خلال استخدام وظائف تسمح بتصفية وتجميع الملفات المتشابهة، يمكن تجميع المحتوى المرتبط ببعضه البعض وتوزيعه على مترجمين متخصصين لتحسين جودة وكفاءة الترجمة.

اقرأ ايضا: ما هو نظام ادارة الترجمة TMS؟

ما هي فوائد استخدام ذاكرة الترجمة Translation memory

هناك العديد من الفوائد التي يجنيها المترجمون حينما يعتمدون على ذاكرة الترجمة في أعمالهم بشكل كبير، وتتمثل أبرز تلك الفوائد فيما يلي:

1- تسريع عملية الترجمة

عند الاعتماد على ذاكرة الترجمة في عملك، فإن ذاكرة الترجمة ستقدم لك جملًا تم ترجمتها مسبقًا وتتطابق مع النص الذي تعمل على ترجمته حاليًا، مع وجود اختلافات بسيطة مثل الأرقام والتنسيق وعلامات الترقيم وغيرها، ويمكن بسهولة تعديل تلك الاختلافات؛ مما يوفر عليك جزء كبير من الوقت والمجهود.

2- تقليل تكاليف الترجمة

تزداد أهمية ذاكرة الترجمة بشكل أكبر في حالة النصوص التي تتضمن العديد من الكلمات والعبارات المكررة مثل محتوى المواقع الإلكترونية والألعاب والعقود وشروحات المنتجات وغيرها، حينها يكون لزامًا على المترجم أن يوحد المصطلحات المترجمة في كل أجزاء المحتوى، وبالتالي يساعد الاعتماد على ذاكرة الترجمة على تقليل الوقت وبالتالي التكاليف عن طريق تجنب ضرورة ترجمة نفس المحتوى مرارًا وتكرارًا.

3- الحفاظ على الاتساق بين مشاريع الترجمة

تساهم أنظمة ذاكرة الترجمة في الحفاظ على التماسك في مختلف مشاريع الترجمة التي تنفذها في كل مجال، حيث يتم تخزين العبارات والجمل التي تم التحقق من صحتها والتي تمت الموافقة عليها في وقت سابق؛ مما يضمن استخدام الترجمات نفسها بشكل متسق مهما مر الوقت.

4- تسهيل عملية الترجمة الجماعية

تزداد أهمية تلك النظم بشكل واضح في مشاريع الترجمة التي يعمل عليها أكثر من شخص، حيث إنه يعمل عدة مترجمين على نص واحد في نفس الوقت يحتاجون إلى توحيد ترجمة بعض المصطلحات المتكررة داخل النص في مواضع مختلفة؛ مما يساعد في تجنب التناقضات والحفاظ على مستوى عالٍ من الجودة.

%D9%81%D8%A7%D8%B3%D8%AA %D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3 %D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%A9

كيف تختلف ذاكرة الترجمة عن الترجمة الآلية؟

يخلط الكثيرون بين ذاكرة الترجمة التي أوضحنا جوانبها المختلفة في هذا المقال وبين الترجمة الآلية التي يستخدمها الكثيرون في أعمالهم وبخاصة في حالة ترجمة الملفات الضخمة.

وعند استخدام الترجمة الآلية ، فإن الجهاز يقوم بكل العمل بالنيابة عنك، وكل ما عليك هو إدخال النص الخاص بك لترجمته دون أي تدخل بشري.

ويُجدر الإشارة إلى أنه قد تختلف جودة الترجمة بشكل كبير بين نص وآخر، فإذا كان النص بسيطًا والبرنامج المُستخدم في الترجمة الآلية ذو جودة عالية، قد تحصل على نتيجة جيدة، لكن في أحيان أخرى قد تكون النتيجة غير مفيدة لك بشكل كبير.

ويمكن أن تساعد الترجمة الآلية في الانتهاء بسرعة من ترجمة الملفات مهما كان حجمها وتخفيض تكلفة الترجمة بشكل كبير، لكنها ستتطلب دائمًا مراجعة بشرية بعد التحرير؛ لأن الآلات لا تمتلك نفس الإحساس باللغة كما لدى البشر.

أما بالنسبة لذاكرة الترجمة، فإنه يتم بناؤها مع مرور الوقت بإضافة المترجمين لمحتوى جديد باستمرار إلى قاعدة البيانات، ليتم الاستعانة بها في وقت لاحق، وكلما ازدادت المشاريع التي يتم ترجمتها يزداد حجم قاعدة البيانات المتاحة والتي تيسر عمليات الترجمة التالية.

كيف تختلف ذاكرة الترجمة (TM) عن قاعدة المصطلحات (TB)؟

أحد أبرز المصطلحات المنتشرة في مجال الترجمة هو قاعدة المصطلحات (TB) حيث يخلط الكثيرون بينه وبين ذاكرة الترجمة، لكن ثمة اختلاف واضح بينهما يجعل لكل منهما دور مختلف عن الآخر.

تُعرف قاعدة المصطلحات على أنها مجموعة من الكلمات والعبارات الخاصة بمجال ما أو صناعة محددة أو شركة ما، ويمكن أن تتضمن المصطلحات تعريفات محددة والترجمات المقابلة لها في لغات أخرى، لضمان الاتساق والدقة في الترجمات عن طريق توفير مرجع موحد للمترجم يرجع إليه وقت الحاجة.

أما ذاكرة الترجمة فهي تخزين للمحتوى الذي تم ترجمته مسبقًا في شكل وحدات ترجمة ثنائية في قاعدة البيانات ليتم إعادة استخدامها مستقبلًا في حال واجه المترجم نفس الجملة أو جملة قريبة منها في ترجمة جديدة، ستقدم ذاكرة الترجمة النسخة المترجمة مسبقًا كاقتراح للترجمة؛ مما يوفر الوقت والمجهود.

ويكمن الهدف الأساسي لكل منهما في أن قاعدة المصطلحات تعتبر أداة مرجعية تُستخدم لضمان الاتساق في المصطلحات في الترجمات المختلفة، بينما يكمن هدف ذاكرة الترجمة في إعادة استخدام الترجمات السابقة مرة أخرى في الترجمات الجديدة.

وبهذا المعنى، لا يوجد تعارض بين المفهومين بشكل كبير، بالعكس يحب على المترجمين الاعتماد على كليهما لتحقيق أقصى استفادة ممكنة وتحسين جودة ترجماتهم بشكل أكبر.

فمن خلال استخدام قواعد المصطلحات ستضمن استخدام المصطلحات الأساسية في مجال ترجمتك بشكل دقيق ومتسق؛ مما يساهم في تحسين جودة الترجمات التي تقدمها، كما أن إعادة استخدام الترجمات السابقة من خلال ذاكرة الترجمة من شأنه أن يوفر الوقت ويقلل تكاليف الترجمة بشكل كبير.

ما هو تاريخ ومستقبل ذاكرة الترجمة TM؟

يعود تاريخ ذاكرة الترجمة إلى السبعينيات وقتما ظهرت هذه الفكرة والتي تم تطويرها في الثمانينيات، لكن الإنطلاقة الحقيقية جاء في التسعينيات مع إطلاق “Translator’s Workbench” لنظام ويندوز، وهي أول محرك ترجمة تم استخدامه على نطاق واسع. 

ولم يكن ليتحقق هذا التقدم إلا بسبب تطور الترجمة الآلية واستخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية بنظام ويندوز في كثير من المؤسسات؛ مما دفع المترجمين للاعتماد على التكنولوجيا لمواكبة التطور الرقمي.

وأصبحت في الوقت الحالي ذاكرة الترجمة جزءًا أساسيًا من الترجمة باستخدام الكمبيوتر، وبالرغم من أن هذه التكنولوجيا قد واجهت تحفظات عديدة في بدايتها، إلا أنه في زمننا الحالي يصعب إتمام عملية الترجمة بدونها.

أما عن المستقبل، فيحمل في طياته تطورات عديدة ستفيد المترجمين في أعمالهم وذلك بعد تنامي الدور الذي تلعبه برامج الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم بدور هام في زيادة إنتاجية الترجمة وتحسين جودتها بمختلف الطرق.

ومن المتوقع أن تساعد برامج الذكاء الاصطناعي في تحسين اقتراحات الترجمة باستخدام مزيج من ذاكرة الترجمة وقواعد المصطلحات ونتائج الترجمة الآلية معًا، هذا الأمر سيعزز من فكرة أن دور الذكاء الاصطناعي هو دعم الإنسان، وليس استبداله، لجعل عملية الترجمة أكثر كفاءة وتحسين النتائج الأولية بشكل كبير.

كذلك يمكن أن تعزز تلك البرامج من كفاءة إدارة مشاريع الترجمة عبر التحليل الذي تقوم به ذاكرة الترجمة لتحديد أي جزء منها هو الأكثر صلة بمشروعك الجديد؛ مما يدعم إدارة المشروع بشكل أفضل.

وعند إتاحة تلك الذاكرة في شكل سحابة إلكترونية يمكن للجميع الوصول إليها، حيث ستتيح هذه الطريقة مشاركة ذاكرة الترجمة بين جميع المستفيدين، بداية من مجموعات العمل الحرة إلى شركات الترجمة الكبرى؛ مما يجعل عملية تبادل المعلومات والموارد أكثر يسرًا، وبالتالي يصبح العمل على مشاريع الترجمة الضخمة بوتيرة أسرع.

وحينها سيكون هناك تنسيق مشترك بين ثلاث موارد رئيسية عند كل مترجم وهم ذاكرة الترجمة بشكلها المعروف حاليًا وقاعدة المصطلحات والترجمة الآلية، حيث إنه مع تطورات التكنولوجيا المتلاحقة، ستعمل هذه الموارد سويًا بشكل يساهم في تحسين جودة الترجمة بشكل كبير وملحوظ، كما سيساهم ذلك في أن يكون النص مُحسّن بشكل كبير بطريقة لا تحتاج إلى مجهود كبير في إعادة التحرير بعد الترجمة الآلية، بل سيقتصر الأمر على القيام ببعض التعديلات الطفيفة على النتائج الأولية التي تنتجها الترجمة الآلية.

كيف يمكن إنشاء ذاكرة ترجمة TM ذات جودة عالية؟

بعد أن تناولنا كل ما يتعلق بذاكرة الترجمة، وشرحنا كيف يمكن أن يؤثر الاعتماد عليها في تحسين جودة عملية الترجمة، سنقدم هنا مجموعة من النصائح التي تساعد المترجمين على إنشاء ذاكرة ترجمة بجودة عالية، والتي تتمثل فيما يلي:

1ـ بذل مجهود إضافي لزيادة جودة النصوص التي تترجمها

حيث يجب عليك الاهتمام بأن تكون ترجمة النصوص بجودة عالية وأن تبذل في سبيل ذلك المزيد من المجهود خاصة في المشروعات التي تريد إنشاء ذاكرة ترجمة لها أو تلك التي يركز عليها عملك بشكل كبير، وأن تتأكد بإن ذلك المجهود سيوفر عليك مستقبلًا الكثير من الوقت والمال والجهد أيضًا.

2ـ إعداد قواعد المصطلحات

قم بإنشاء قاعدة مصطلحات تشمل المصطلحات الخاصة بالمجالات التي تعمل فيها باستمرار، وابحث عن ترجمتها باللغات التي تتقنها؛ ذلك الأمر من شأنه أن يساعدك في توحيد ودقة ترجمتك مستقبليًا.

3ـ التواصل مع المترجمين الآخرين

يجب عليك التواصل المستمر مع المترجمين الآخرين الذين يعملون معك في شركتك حول تحديثات المصطلحات المستخدمة في مجال ترجمتك؛ مما يزيد من التعاون بينكم ويحسن من جودة ذاكرة الترجمة.

4ـ التحقق من الجودة

ضرورة تقييم جودة الترجمات التي تم إضافتها إلى ذاكرة الترجمة بشكل دوري، حتى تضمن أن تظل ذاكرة الترجمة الخاصة بك ذات جودة عالية ودقيقة.

5ـ اكتشاف الأخطاء وتصحيحها

ابحث عن أي أخطاء تظهر في الترجمات وقم بتصحيحها في ذاكرة الترجمة، كذلك يجب عليك الإطلاع دائمًا على أحدث المصطلحات التي تظهر في مجال عملك؛ مما يساعد في تحسين الأداء المستقبلي.

6ـ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)

مع تطورات التكنولوجيا المتتالية أصبح من المستحيل أن تبقى بعيدًا عن تلك التطورات الهائلة التي تظهر يومًا تلو الآخر، حيث يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الاقتراحات التي تطرحها عليك ذاكرة الترجمة وبالتالي تحسين الترجمات بشكل تدريجي.

7ـ التعلم والتدريب المستمر 

قدم دورات تدريبية دورية للمترجمين في مؤسستك حول كيفية استخدام ذاكرة الترجمة بفعالية وكيفية المساهمة في تحسينها، حيث يمكن أن تؤدي تلك المجهودات إلى تحسين الجودة وزيادة الانتاجية وتقليل التكلفة وتحقيق استفادة عامة في جميع جوانب عملية الترجمة.

اقرأ ايضا: أفضل مواقع للترديب علي الترجمة

8ـ التوسع إلى مجالات جديدة

عندما تقوم بتوسيع نطاق عملك إلى مجالات ترجمة جديدة، سيترتب على ذلك تجميع حصيلة لغوية أكبر وبالتالي توسيع ذاكرة الترجمة من خلال تزويدها بمصطلحات وترجمات تتناسب مع هذه المجالات الجديدة وتفيدك في العمل على المدى الطويل.

9ـ مراقبة الأداء 

من الضروري أن تقوم باستخدام أدوات لتحليل الأداء لفهم كيفية استخدام المترجمين لذاكرة الترجمة وتحديد أوجه القصور التي يمكن العمل على تحسينها لتحقيق الاستفادة القصوى من ذاكرة الترجمة وبشكل صحيح.

كيفية استخدام ذاكرة الترجمة

استخدام ذاكرة الترجمة يعتمد على مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تسهل عمل المترجمين وتساعدهم على تحسين جودة وكفاءة الترجمة. بدايةً، يقوم المترجم بفتح النص الذي يريد ترجمته باستخدام برامج ترجمة متخصصة (CAT tools) التي تدعم ذاكرة الترجمة. هذه الأدوات تقوم بمقارنة النص الجديد مع الترجمات السابقة المخزنة في قاعدة البيانات، وتعرض اقتراحات للترجمة بناءً على النصوص المشابهة.

عند العمل على النص، إذا كانت هناك جمل أو عبارات متطابقة مع الترجمات السابقة، فإن النظام يعرضها تلقائيًا كمقترحات للمترجم لتعديلها أو اعتمادها. إذا كان هناك تطابق جزئي، يقوم النظام بإبلاغ المترجم بأن هناك تشابهًا مع ترجمات سابقة ولكنه يحتوي على اختلافات بسيطة، مثل الأرقام أو علامات الترقيم، ليقوم بتعديلها حسب الحاجة. بهذا الشكل، تسهم ذاكرة الترجمة في تسريع عملية الترجمة وضمان اتساق المصطلحات والجمل بين المشاريع المختلفة.

استخدام ذاكرة الترجمة في الحكومة والأعمال

تُعد ذاكرة الترجمة أداة حيوية في الحكومة والأعمال، حيث تساهم في تحسين فعالية التواصل بين اللغات المختلفة وتوفير الوقت والتكلفة في المشاريع المترجمة. في القطاع الحكومي، تُستخدم ذاكرة الترجمة لتوثيق القرارات والمراسلات الرسمية، مما يساعد على الحفاظ على الاتساق القانوني والإداري في الوثائق عبر الزمن. فهي تتيح استرجاع الترجمات الدقيقة للمصطلحات الحكومية والقانونية وتوحيدها بين اللغات، مما يضمن عدم تكرار الأخطاء أو التناقضات في الوثائق المترجمة.

أما في الأعمال، فتسهم ذاكرة الترجمة في تعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف، خاصة في الشركات التي تعمل على مشاريع دولية أو في قطاعات متعددة اللغات. تساعد هذه التقنية في ترجمة المواد التسويقية، العقود، وأدلة المنتجات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يعزز سرعة التنفيذ ويحسن التفاعل مع العملاء عبر الحدود. كما أنها تدعم التعاون بين فرق العمل الدولية وتضمن تماسك الرسائل والأهداف بين مختلف اللغات، ما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمة وتعزيز العلاقات التجارية.

ما هو الفرق بين Termbase وذاكرة الترجمة؟

الفرق بين قاعدة المصطلحات (Termbase) و ذاكرة الترجمة (Translation Memory) يكمن في نوع البيانات التي يتم تخزينها وطريقة استخدامها في عملية الترجمة.

1. قاعدة المصطلحات (Termbase):

هي قاعدة بيانات تحتوي على مصطلحات محددة مع ترجمتها في لغات مختلفة، وغالبًا ما ترتبط بمجال معين أو صناعة معينة. تحتوي قاعدة المصطلحات على تعريفات دقيقة للمصطلحات والمفردات المتخصصة، بهدف ضمان استخدام مترادفات دقيقة ومتسقة عبر جميع الترجمات. يتم استخدام قاعدة المصطلحات للرجوع إليها في حال الحاجة لترجمة مصطلح معين أو التحقق من دقته في النص.

2. ذاكرة الترجمة (Translation Memory):

هي قاعدة بيانات تخزن نصوصًا مترجمة بشكل كامل على شكل وحدات ترجمة ثنائية، حيث يتم حفظ جمل أو فقرات مترجمة بالكامل مع نصها الأصلي. عند العمل على نص جديد، تقوم ذاكرة الترجمة بمقارنة النص مع الترجمات السابقة، وتعرض اقتراحات بناءً على التطابق بين النص الجديد والنصوص المترجمة سابقًا. الهدف منها هو تسريع عملية الترجمة وضمان التناسق بين المشاريع المختلفة.

بالتالي، قاعدة المصطلحات تركز على المصطلحات الفردية والتأكد من دقتها، بينما ذاكرة الترجمة تركز على حفظ النصوص المترجمة الكاملة وتسهيل إعادة استخدامها في المستقبل.

احصل الآن على ترجمات بجودة أفضل مع فاست ترانس

وإدراكًا منّا أن الوصول إلى أعلى جودة ممكنة من الترجمة يحتاج إلى بذل مجهود كبير واستغلال وتطويع التكنولوجيا لتكون مساعدة لنا، نركز في مكتب فاست ترانس للترجمة المعتمدة على تطوير الأدوات التي نستخدمها في ترجمتنا بشكل دوري من خلال تحديث قواعد بيانات ذاكرة الترجمة والبحث عن أفضل السبل لتعزيزها وتحسينها؛ ليحصل عملائنا دائمًا على خدمة تلبي متطلبات أعمالهم.

هل تمتلك مستندات ووثائق تريد ترجمتها باحترافية؟ لا بأس، تواصل معنا الآن للتعرف على نظام العمل معنا؛ لنبدأ مهمتنا للوصول إلى ترجمة احترافية لنصوصك بجودة عالية وفي أسرع وقت وبأفضل الأسعار.

%D9%81%D8%A7%D8%B3%D8%AA %D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3 %D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%A9

احترف الترجمة القانونية مع خبراء فاست ترانس

هل ترغب في تطوير مهاراتك في الترجمة القانونية ومواجهة التحديات التي تواجه المترجمين المبتدئين؟ نحن في فاست ترانس ندرك أن الترجمة القانونية تتطلب دقة وخبرة تتجاوز مجرد نقل الكلمات. انضم إلى دوراتنا التدريبية المتخصصة لتحصل على المعرفة والمهارات التي تؤهلك لتقديم ترجمات قانونية دقيقة، موثوقة، ومهنية

ابدأ رحلتك نحو التميز في الترجمة القانونية اليوم! للمزيد من التفاصيل، تصفح الدورة الآن!

تعلم الترجمة CTA

الخاتمة

تُعد ذاكرة الترجمة أو قاعدة بيانات الترجمة أداة متقدمة تُستخدم في مجال الترجمة الاحترافية لتخزين النصوص المُترجمة مسبقًا وربطها بنظائرها في اللغة الهدف على شكل وحدات ترجمة ثنائية. تساعد هذه التقنية المترجمين على تحسين إنتاجيتهم، حيث تتيح لهم استرجاع الترجمات السابقة وتكرارها أو تعديلها بما يتناسب مع المشروعات الجديدة، ما يُقلل من الوقت والجهد. تُعتبر هذه الأداة ضرورية لضمان الدقة والاتساق في الترجمات، خاصة في النصوص التي تحتوي على عبارات مكررة مثل العقود، والأدلة التقنية، ومحتوى المواقع الإلكترونية.

تتميز هذه الأداة بقدرتها على تحليل النصوص الجديدة، حيث تقارنها بقاعدة البيانات المحفوظة لتحديد مدى تطابقها مع الترجمات السابقة. تُظهر الاقتراحات بنسب تطابق دقيقة، مما يساعد المترجم على تحقيق أفضل النتائج. إلى جانب ذلك، تُعزز هذه التقنية التعاون بين فرق العمل من خلال إمكانية مشاركة محتوى قاعدة البيانات عبر الإنترنت، مما يُسهم في تحسين جودة الترجمة وتسهيل إدارة المشاريع الكبيرة. كما تُعد قاعدة بيانات الترجمة أداة مكملة لأنظمة أخرى مثل قواعد المصطلحات والترجمة الآلية، مما يجعلها خيارًا أساسيًا في استراتيجيات الترجمة المعاصرة.

مقالات ذات صلة

Fast4Trans-logo-white