ترجمة الأبحاث العلمية من أنواع الترجمة التي تكتسب شهرة تدريجية في الأوساط العلمية والثقافية خلال الحقبة الحالية، حيث إنها تفتح باب العلم على مصراعيه أمام الباحثين والقراء، وتسمح للعلم بأن يتنسم بحرية عدم التقيد بلغةٍ معينة فحسب، وتدفع البشرية بأكملها نحو مستقبل أقل عتمة، وأكثر إشراقاً من واقعنا.
نظراً لأهمية ترجمة الأبحاث العلمية جئنا لنحدثكم عن أساليب ترجمتها، وما يميز مترجم الأبحاث العلمية عن غيره من المترجمين، وما الخدمات التي تعرضها فاست ترانس للترجمة المعتمدة في مجال ترجمة الأبحاث العلمية.
ما هي ترجمة الأبحاث العلمية؟
ترجمة الأبحاث العلمية تقع تحت مظلة الترجمة الأكاديمية، وهي أحد أنواع الترجمة المتخصصة التي تشير إلى تحويل النصوص البحثية الأكاديمية من لغة المصدر إلى لغة الهدف. تخصصية ترجمة الأبحاث العلمية يعود إلى سببين رئيسيين، وهما أن المترجم يجب أن يكون ملماً بتفاصيل أساسيات البحث العلمي، وخصائص الورقة البحثية بأنواعها المختلفة، وثانيهما أن يكون دارس مُجد لموضوع البحث العلمي ذاته حتى يتمكن من ترجمته.
ما هي طرق وأساليب ترجمة الأبحاث العلمية؟
تتعدد طرق وأساليب ترجمة الأبحاث العلمية التي يقوم المترجمون باستخدامها، وكل منهم لها غرض معين، ووظيفة معينة تقوم بها عند توظيفها في النص. لذلك يجب على المترجم اختيار الأسلوب المناسب للترجمة تبعاً لهدفه من عملية الترجمة التي يقوم بها.
1- الترجمة الديناميكية:
يتم استخدام الترجمة الديناميكية عند ترجمة الأبحاث العلمية من أجل إبراز المعاني التي يتضمنها البحث العلمي؛ حيث أن الترجمة الديناميكية تقوم بترجمة المعنى من لغة المصدر إلى لغة الهدف، بغض النظر عن الترجمة الحرفية للكلمات والعبارات.
2- الترجمة الموضوعية:
الترجمة الموضوعية من أساليب الترجمة الرئيسية التي يقوم المترجمون بتبنيها عند ترجمة الأبحاث العلمية؛ فإنها تركز على ترجمة المعلومات العلمية التي تأتي في البحث العلمي بشكلٍ دقيق، مع الحفاظ على المصطلحات العلمية التي ذكرها الباحث الأصلي.
3- الترجمة التفسيرية:
الترجمة التفسيرية من أكثر أساليب الترجمة ملاءمة لترجمة الأبحاث العلمية. تقوم فكرة الترجمة التفسيرية على تفسير المصطلحات المعقدة، وشرح المفاهيم والأفكار المعقدة كذلك. من خلال الترجمة التفسيرية يستطيع القراء العاديون غير المتخصصين أن يفهموا رسالة البحث العلمي بنجاح.
اقرأ ايضا: أفضل 10 مواقع ترجمة الأبحاث العلمية
ما هي أهمية واستخدامات ترجمة الأبحاث العلمية؟
أهمية واستخدامات ترجمة الأبحاث العلمية هائلة وعظيمة، وينعكس هذا على زيادة التوجه العام نحو ترجمة الأبحاث العلمية، والجهود الفائقة التي يبذلها الأكاديميون والمترجمون في تطوير أساليب وتقنيات جديدة في ترجمة الأبحاث العلمية.
1- تبادل العلوم والمعرفة بين الثقافات المختلفة بطريقة علمية سليمة:
تساهم ترجمة الأبحاث العلمية في تبادل العلوم والمعرفة بين الثقافات المختلفة بطريقة علمية سليمة، حيث إن الترجمة هي السبيل الوحيد للتواصل العلمي بين الثقافات المختلفة، والطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها للدول المختلفة أن تتبادل العلوم التي تتوصل إليها، وأفضل طريقة لتبادل هذه العلوم يكون من خلال ترجمة الأبحاث العلمية التي تقوم بشرحٍ دقيق لكل التفاصيل العلمية، وتقوم بذكر المصادر العلمية بشكلٍ ممنهج.
2- تحقيق التقدم العلمي في المجالات المختلفة:
ترجمة الأبحاث العلمية تلعب دوراً هاماً في تحقيق التقدم العلمي في المجالات المختلفة؛ فإن ترجمة الأبحاث العلمية ونشرها في سائر المجتمعات العلمية يؤدي بشكلٍ مباشر إلى استخدام هذه الدراسات العلمية كأساس لبناء المزيد من العلوم والمعارف، مما يسهم بشكلٍ فعال في مواصلة التقدم العلمي.
3- الوصول إلى أكبر عدد من القراء: وجود لغة تواصل ثقافي
الوصول إلى أكبر عددٍ من القراء يُعد من أوجه أهمية ترجمة الأبحاث العلمية. لكل زمن لغة تواصل علمية تحكم الوسط العلمي، وكتابة الأبحاث العلمية بلغة البلاد الرسمية يثري المخزون العلمي والثقافي الذي تساهم به هذه الدولة في التقدم العلمي العالمي، ولكن ترجمة الأبحاث العلمية إلى لغة التواصل العلمية يعني أن تصل إلى جوانب أخرى من الأوساط العلمية.
لغة التواصل العلمية الحالية هي اللغة الإنجليزية، وقد أثبتت الدراسات أن الأبحاث العلمية باللغة الإنجليزية تحظى باهتمامٍ أكبر من الدراسات العلمية المكتوبة بلغاتٍ أخرى.
4- خلق بوتقة تجَمُع لكل العلوم البشرية:
تعمل ترجمة الأبحاث العلمية على خلق بوتقة تجَمُع لكل العلوم البشرية؛ فإن الترجمة تسمح لكل العلوم والأبحاث العلمية التي يعمل عليها الباحثين من شتى بقاع الأرض أن تتم عولمتها، وأن تساهم بعضها في بناء بعض، مما يحمي العلم من أن يكون بعض نقاطٍ متفرقة بين الدول، بلا تواصل أو اتحاد، وتساعد بشكل جذري في أن يكون له نفس الأهمية، وأن يتمتع بنفس الأضواء.
5- حفظ العلوم من الضياع:
لترجمة الأبحاث العلمية دور فعال في حفظ العلوم من الضياع، ويمكننا أن نرى هذا في كيفية إنقاذ الترجمة العلوم القديمة من النسيان، بعد أن كادت تُمحى من ذاكرة الإنسان. فإن الإنسان الذي يعرف قيمة العلم هو من سيبذل كل جهدٍ لحفظه، ومن لا يفهم قيمته بسبب الحواجز اللغوية لن يكون بنفس درجة الحرص على حفظه.
ترجمة الأبحاث العلمية تسمح كذلك بفرصة لإعادة قراءتها، واستنتاج العلوم الجديدة من خلالها؛ فإن العوامل الثقافية المختلفة ستجعل العلماء من مختلف الثقافات يقرأونها بطريقة مختلفة، ويستنتجون منها تفاصيل مختلفة؛ كلٍ حسب بيئته وثقافته.
اقرأ ايضا: ما هي الترجمة العلمية وأهميتها وخصائصها
ما هي مهارات وصفات من يقوم بترجمة الأبحاث العلمية؟
هناك العديد من المهارات والصفات التي يجب أن يتحلى بها من يقوم بترجمة الأبحاث العلمية؛ فإن ترجمة الأبحاث العلمية عملية ليست سهلة، وإتقانها يتطلب بذل جهد عظيم، وأخذ الكثير من التفاصيل في الاعتبار. من المهارات الأساسيات التي يجب أن تتوفر في مترجم الأبحاث العلمية ما يلي:
1- إتقان لغتي المصدر والهدف:
إتقان لغتي المصدر والهدف من أهم المهارات التي تصنع الفارق بين المترجم ذي المستوى المتوسط، والمترجم المهني ذو المستوى الممتاز. جميع المترجمين يظنون أنهم قد وصلوا إلى مستوى الإتقان اللغوي، وأن رحلتهم مع لغتي المصدر والهدف قد انتهت، ولكن رحلة التعلم اللغوي لا تنتهي؛ لأن اللغة هي محيط لا نهاية له على المترجم أن يرتشف منه ما يستطيع.
2- الإلمام بنظريات الترجمة المختلفة:
من المهارات التي تميز بين المترجم الذي يفتقر لمهارة الترجمة، ومن يتحلى بها هي الإلمام بنظريات الترجمة المختلفة. الترجمة أعمق من مجرد ترجمةٍ للكلمات والعبارات فقط، وإنما لها العديد من النظريات والأساليب التي تساعد المترجم في إنجاز عمله بكفاءة عالية، ودقة متناهية. كما أن هذه النظريات تسمح للمترجم بشيءٍ من المرونة؛ فهو يستطيع تبعاً للنتائج التي يسعى للوصول إليها أن يحدد النظرية المناسبة.
3- دراسة أصول كتابة البحث العلمي:
يجب على مترجم الأبحاث العلمية أن يقوم بدراسة أصول كتابة البحث العلمي، وهي تتفرع إلى أنواع متنوعة، حيث إن الأبحاث العلمية الأدبية أو النظرية تقوم باعتماد نموذج معين من الأبحاث العلمية، والأبحاث العلمية العملية تعتمد نموذجاً مختلفاً. لذلك يجب على المترجم أن يفهم قواعد كتابة الأبحاث العلمية بأنواعها المختلفة، ويفهم في أي المجالات يتم استخدام كل منها، وكيف يقوم بتطبيق هذه القواعد.
4- الإلمام جملة وتفصيلاً بالمجال العلمي للبحث العلمي:
الإلمام جملة وتفصيلاً بالمجال العلمي للبحث العلمي أمر في غاية الأهمية بالنسبة لمترجم الأبحاث العلمية، حيث إنه لن يستطيع ترجمة أمرٍ لا يفهم تفاصيله؛ فهذا قد يهدد دقة ترجمة المصطلحات العلمية التي يشتمل عليها البحث العلمي.
في الحقيقة فهذه المهارة سلاح ذو حدين؛ حيث تسمح للمترجم بمرونة نسبية أثناء ترجمة البحث العلمي، ولكن في ذات الوقت ستحد من المواضيع البحثية التي يمكن للمترجم أن يعمل عليها؛ فمن غير المعقول أن يستطيع دراسة العديد من المجالات بدقة وتفصيل.
5- التحلي بشغفٍ للقراءة والتعلم المستمر:
التحلي بشغفٍ للقراءة والتعلم المستمر من أهم المهارات التي يحتاج إليها مترجم الأبحاث العلمية. هذه المهارة ستساعده على المطالعة المستمرة، والتي تُعد أفضل سبيلاً لدراسة المجال العلمي الذي يدور عنه البحث العلمي، وكذلك أكثر السبل كفاءة لاكتساب المعرفة العامة، والخبرات المختلفة، كما أنها صديق المترجم الأول أثناء العمل على أي مشروع ترجمة.
كيف نقوم في فاست ترانس للترجمة المعتمدة بترجمة الأبحاث العلمية؟
نقوم في فاست ترانس للترجمة المعتمدة بترجمة الأبحاث العلمية في عملية طويلة، ومن خلال مراحل متعددة قد تم دراسة كل منها بتمعن حتى نتأكد من صحة خطوات هذه العملية.
1– تسليم البحث العلمي للمترجم:
أولى خطوات ترجمة الأبحاث العلمية لدى فاست ترانس للترجمة المعتمدة هي تسليم البحث العلمي المراد ترجمته إلى المترجم المختص في ترجمة الأبحاث العلمية، والمختص كذلك في المجال العلمي للبحث العلمي. يقوم هذا المترجم بدراسة البحث العلمي بتأنٍ، ثم يقوم بترجمة النص بدقة وكفاءة عالية.
2– المراجعة الأولى للبحث العلمي المترجم:
ثانياً تتم المراجعة الأولى للبحث العلمي المترجم من خلال مترجم آخر متخصص في ترجمة الأبحاث العلمية، وترجمة هذا المجال من المواضيع العلمية خصيصاً. يتم تسليم البحث العلمي الأصلي، والبحث العلمي المترجم إليه حتى يقوم بمقارنتهما، والتأكد من أن الترجمة لا يشوبها شائبة.
3– المراجعة الثانية للبحث العلمي المترجم:
بعد ذلك تتم المراجعة الثانية للبحث العلمي المترجم من قِبل مدير قسم ترجمة الأبحاث العلمية، الذي يقوم بمراجعة المشروع؛ للتأكد من خلوه من أي أخطاء.
4– تسليم البحث العلمي المترجم للعميل:
أخيراً تقوم فاست ترانس للترجمة المعتمدة بتسليم البحث العلمي المترجم للعميل، سواء كان عن طريق الإنترنت، أو بشكلٍ شخصي.
تريد الانضمام إلى دائرة تبادل العلم اللانهائية، وأن تصبح عضواً فعالاً بها؟ تسعى فاست ترانس للترجمة المعتمدة إلى مساعدتك في تحقيق هذا الهدف من خلال عرض خدماتها في ترجمة الأبحاث العلمية.