إن الترجمة القانونية هي يد العدالة القابضة على وهج من جمر النظام والسلام والعدل بين الأمم، والمترجم هو فارس يتقلد سيفه وينزل إلى الميدان ليقبض بيدٍ على جمر القانون وبيدٍ على نصله الذي يلتمس من وهج الجمر صلابة تعينه على الاطمئنان إلى تطبيق العدل في الأرضين.
القانون هو أداة فرض للنظام والسلام بين الناس والمجتمعات، وإن إتاحتها بأكثر من لغة وترجمتها لأكثر من لغة فيه فرض أعم للنظام والسلام بين شعوبٍ كاملة. فتصبح الترجمة القانونية خير حارس للنظام والسلام في العالم.
يمكن أن نصف الترجمة القانونية بأنها أحد فروع الترجمة التي تهتم بترجمة كل الوثائق ذات الطابع القانوني، والتي نحتاج أن نقوم بتسليمها إلى الجهات الرسمية، أو الجهات القضائية، أو الجهات الدولية الرسمية. الجهات التي تتخصص الترجمة القانونية في التعامل معها تحولها إلى نوع فائق الأهمية والخطورة من أنواع الترجمة؛ لهذا لابد من أن تقوم باختيار مترجم خبير في الترجمة القانونية.
إن الوثائق الرسمية القانونية لها العديد من الأنواع والمقاصد والصيغ، ومنها: الأحكام القضائية، أو المرافعات القضائية، أو عقود الملكية والإيجار، أو شهادات السجل المدني كشهادات الميلاد والوفاة، والبطاقات الشخصية، ووثائق الزواج، وتهتم الترجمة القانونية كذلك بترجمة نصوص القوانين والاتفاقات الدولية الرسمية التي تجري بين الدول.
لكن الترجمة القانونية هذه، بما تتصف وكيف تكون؟ فمن أجل أن نستطيع تمييزها عن دونها من أنواع الترجمة، يجب أن يتوفر لدينا مجموعة من الخصائص التي تميز الترجمة القانونية.
ما هي خصائص الترجمة القانونية؟
تتعدد خصائص الترجمة القانونية، وتتوفر جميعها في الترجمات القانونية التي يجريها المترجمون القانونيون في فاست ترانس للترجمة المعتمدة:
أولاً: الالتزام بسرية ترجمة الوثائق الرسمية القانونية، والحفاظ عليها في طي الكتمان. فإن الأسرار القانونية الجادة من أهم الأمور التي يجب على أي مكتب ترجمة محترف ومهني أن يبذل قصارى جهده حتى لا يتم الإفصاح عنها، وإن فاست ترانس للترجمة المعتمدة لها بروتوكول خاص للتعامل مع احتياجات الترجمة القانونية.
ثانياً: يجب أن يكون النص القانوني المترجم دقيقاً خالياً من الأخطاء اللغوية حتى تكون الترجمة صحيحة؛ حيث إن خطأ لغوياً واحداً قد يؤدي إلى جعل ترجمة المستندات الرسمية لاغية، لا يمكن العمل بها، أو يمكن أن يكون الأمر أسوأ وتؤدي إلى وقوع ضررٍ ما. فمثلاً: تشابه الأسماء بين المتهمين والأبرياء عن طريق زيادة أو نقصان أحد حروف اسم قد يؤدي إلى الكثير من الصعاب والمشقات.
ثالثاً: يجب التأكد من أن النص المترجم يحمل نفس معنى النص الأصلي بالضبط. فمن مواصفات الترجمة القانونية الحرص على دقة النص المترجم ومطابقته للنص الأصلي في المحتوى. هذا يعني أن المترجم القانوني غير مسموح له بزيادة المعنى أو النقصان فيه، وهو ما يتطلب مهارة فائقة في دراسة لغة المصدر ولغة الهدف؛ فعلى سبيل المثال هناك فرق بين محتمل وممكن وفرق بين شائع ومعروف ومشهور.
رابعاً: يجب على المترجم القانوني أن يتأكد من وضوح كل أجزاء النص؛ فإن النص الواضح يساعد متلقيه في فهم الهدف منه، وهو أمر ضروري في الترجمة القانونية حيث أن معظم وثائقها تنتج عن عمل ما أو ينتج عنها عمل ما.
خامساً: الالتزام بالمصطلحات والصيغ القانونية، حيث أن لكل نوع من أنواع الترجمة القانونية، بل لكل نوع من أنواع المستندات والوثائق القانونية صيغة معينة يجب على المترجم القانوني أن يقوم بمطابقتها بالنص الأصلي هي الأخرى. ولن تقبل أي جهة حكومية أن تتعامل مع أي وثيقة قانونية لا تحتفظ بالصيغة القانونية أو المصطلحات القانونية الخاصة بالنص الأصلي؛ فهي جزء أصيل من النص.
سادساً: مراعاة الإطار الزمني الذي يطلبه العميل، فنحن في فاست ترانس نعي جيداً أهمية الوقت بالنسبة للترجمة القانونية؛ فغالباً ما يجب تسليم الوثائق القانونية في موعدٍ محددٍ وإن تجاوزه العميل سيقع ضرر بليغ عليه؛ لذلك قمنا باختيار أكثر المترجمين القانونيين التزاماً بالمواعيد وقمنا بتعيينهم.
بعدما تحدثنا بإيجازٍ عن خصائص الترجمة القانونية، يجدر بنا أن ندعك ترى وميضاً من كيف تقوم فاست ترانس للترجمة المعتمدة بالحفاظ على أسراركم في بئر الكتمان.
بئر يسع كل الحقيقة:
منذ تلقي الوثيقة المطلوب ترجمتها ترجمة قانونية وحتى تقديمها للعميل مرة أخرى، تقوم فاست ترانس للترجمة المعتمدة باتباع عدد من خطوات الترجمة:
1- يقوم قسم الترجمة القانونية بمكتبنا باستلام الوثيقة.
2- يقوم مترجم بالعمل على الوثيقة فيدرس محتواها جيداً ويقوم بترجمته، لكنه لا يعلم إلى من تنتمي هذه الوثيقة في معظم الأحيان.
3- يقوم مترجم آخر بمراجعة الوثيقة المترجمة، ومقارنة الوثيقة الأصلية بالوثيقة المترجمة ليتأكد من تطابقهما، لكنه لا يعلم شيئاً عن العميل كذلك.
4- يقوم الموظف المختص بتسليم الوثيقة المترجمة والوثيقة وشهادة الاعتماد إليك عميلنا العزيز دون أن يعرف محتوى الوثيقة.
الترجمة القانونية والمصطلحات والنماذج والصياغة القانونية:
المعروف في مجال الترجمة هو ترجمة الأوراق والكلمات والعبارات والجمل، لكن ترجمة شكل الوثيقة؟ هذا ما لم نسمع به من قبل!
في الحقيقة أنه من أساسيات الترجمة القانونية، فلا يمكنك استلام مشروع ترجمة قانونية من مترجم لم يقم بترجمة الصيغ القانونية أو الالتزام باستخدام المصطلحات القانونية ولغة القانون أو ترجمة النماذج القانونية. فهو لم يقم بإنتاج نص قانوني مترجم كامل!
يعود هذا لكون صياغة الوثائق القانونية، والمصطلحات المستخدمة في المجال القانوني، والنماذج القانونية عضو لا يمكن بتره من الوثيقة القانونية دون موتها. ولهذا إن كنت عميلاً يحتاج ترجمة قانونية يجب أن تتأكد أنك وضعت ثقتك بمترجم قانوني جدير بتلك الثقة، وإن كنت مترجماً قانونياً فلابد أن تدرس كيف تقوم بترجمة الصيغة القانونية، ولغة القانون، والنموذج القانوني.
من أجل إتقان ترجمة الصيغ القانونية ولغة القانون عند إجراء ترجمة قانونية، يجب عليك أن تدرس علم القانون بذاته حتى تتعلم ماهية وأنواع الصياغة القانونية، ولغة القانون، والنماذج القانونية. ويجب أن يتم هذا باللغتين موضعا الترجمة؛ لغة المصدر ولغة الهدف.
لذلك فالمترجم القانوني المحترف لابد من أن يكون دراساً للمجال القانوني في حد ذاته؛ فالترجمة القانونية مجال شديد التخصص من الترجمة.
ما هي صعوبات الترجمة القانونية؟
من صعوبات الترجمة القانونية ثلاثة أمور أساسية تقع موقع الروح للترجمة القانونية:
أولاً: تخصصية لغة القانون: فالقانون من العلوم التي يشيع فيها استخدام مصطلحات وعبارات محددة لا نجدها في غيرها من العلوم. كما أنه من بالغ الصعوبة أن نجد العامة يعرفون العديد من تلك المصطلحات التي تميز القانون وتميز الترجمة القانونية بالتتابع. فلا يمكن للمترجم القانوني أن يكتفي بدراسة لغتي المصدر والهدف وإتقان دقائقهما فحسب، بل يجب أن يدرس “لغة القانون” في اللغتين كذلك.
ثانياً: يجب على المترجم القانوني أن يدرس ما يسمى بالديباجة القانونية، وهي الصيغ البلاغية للأحكام القضائية، أو العقود، أو التوكيلات وهكذا… فهذه الصيغ تختلف من لغة إلى أخرى، ويجدر بالمترجم القانوني أن يعلم الصيغ البلاغية القانونية في اللغات والثقافات المختلفة عن ظهر قلب حتى يستطيع استخدامها بسلاسة ويسر.
ثالثاً: يجب على المترجم القانوني دراسة وإجادة استخدام لما هو شائع في النظائر المباشرة بين القوانين. فلكل دولة قوانين تنظم الحياة بين أفراد شعبها، وتعينها في إدارة مواردها. وفي الواقع أحياناً تجد قانوناً أو تشريعاً في دولة لا نظير له في دولة أخرى، فلا يجد المترجم القانوني مهرباً له من هذا المأزق!
ما هي أنواع الترجمة القانونية؟
يوجد العديد من أنواع المستندات القانونية التي تتطلب إجراء ترجمة قانونية، وسنذكر منها قطرة مطرٍ من غيثٍ؛ فأمثلة الترجمة القانونية الرئيسية:
أولاً: الترجمة القضائية: ويهتم هذا النوع من الترجمة القانونية بترجمة كل شيء له علاقة بالقضاء، مثل: ملفات القضايا، المرافعات القضائية التي يتلوها المحامون على القضاة وهيئة المحلفين، والدعاوي القضائية، والأحكام القضائية.
ثانياً: ترجمة العقود والشهادات: كشهادات الميلاد والوفاة، وشهادات الزواج والطلاق، وعقود الملكية أو الإيجار، والتوكيلات العامة والمتخصصة. كل نوع من هذه الوثائق القانونية يتصف بصيغ ونماذج تميزه عن غيره من الأنواع الأخرى، ويجب على المترجم القانوني الالتزام بهذه الصيغ والنماذج.
ثالثاً: ترجمة القوانين والتشريعات القانونية: ويوجد ثلاثة أنواع رئيسية من القوانين التي نحتاج إلى ترجمتها:
1- القانون الدستوري والذي ينظم علاقة الدولة ومؤسساتها والشعب.
2- القانون الجنائي الذي يختص بوضع عقوبات الجرائم المختلفة.
3- القانون التجاري الذي يهتم بتنظيم العلاقة المالية التي تنشأ بين التجار والمؤسسات التجارية.
4- القانون المالي والضريبي الذي ينظم للدولة كيف يمكن أن تنفق نقودها.
5- القانون الدولي الذي ينظم العلاقة بين الدولة والأجانب الذين تستضيفهم.
إن الترجمة القانونية من أهم أنواع الترجمة ومن الأنواع التي يحتاج إليها أكثر الناس، فإن قررت أن تعمل بها فدع فاست ترانس للترجمة المعتمدة تضع قدميك على أول الطريق.
كيف يصبح المرء مترجماً قانونياً؟
من أجل أن يصبح المرء مترجماً قانونياً يجب أن يتعلم بعض متطلبات الترجمة العلمية والمهارية، ويمكن تقسيمها إلى نوعين:
النوع الأول: علوم وفنون ومهارات الترجمة، وكي يتقنها المرء يجب أن يتعلم:
1- لغتي المصدر والهدف: فيجب أن يتقن هاتين اللغتين حتى تصبح كلا منهما كلغته الأم.
2- فنون الترجمة: فهي ما ستمكنه من الذهاب والإياب بين اللغتين بسلاسة وسهولة.
3- ممارسة الترجمة: فإن الترجمة ليس علم نظري يمكن الاكتفاء بالقراءة عنه، بل يجب أن تقوم بممارسة مكثفة للترجمة حتى تصبح مترجماً حقاً.
النوع الثاني: علوم وفنون القانون:
1- يجب على المترجم أن يتقن في تعلمه لغة القانون الخاصة بلغتي المصدر والهدف. أجل! فحتى بعد دراسة اللغتين ذاتهما، هذا لا يكفي، فيجب أن تدرس المصطلحات القانونية في كل منهما.
2- يجب على المترجم أن يدرس علم القانون حتى يستطيع ترجمة الصيغ القانونية والنماذج القانونية المختلفة.
كيف تصبح مترجم قانوني معتمد؟
من أجل أن تصبح مترجم قانوني معتمد يجب أن تتقن كل المهارات التي ذكرناها اليوم، فيجب أن تتقن اللغتان المصدر والهدف، وتتقن لغة القانون بكل منهما، وفنون الترجمة المختلفة، وأن تدرس علم القانون نفسه وتتبحر في فنونه، وأن تلتزم بمحتوى وصياغة العمل الأصلي، وأن تكتسب الكثير من الخبرة العملية في الترجمة، وأخيراً الالتزام بمواعيد التسليم مع الحفاظ على جودة الوثائق المترجمة.
التقط وهجاً من الجمر في يدك واضرب بها في الأرض حتى تجد العدل والأمان يشعان دفئاً من قلب الترجمة القانونية المعتمدة سواء كنت عميل أو مترجم يرغب في التخصص.