الترجمة عبارة عن بحر واسع مليء بالنظريات المُختلفة، وكذلك الفروع المُتعددة؛ أحد نظريات الترجمة المُهمة هي النظرية التأويلية في الترجمة التي تركز على نقل المعنى العميق للنص بدلاً من الترجمة الحرفية للكلمات، مما يمنح المترجم حرية أكبر في إعادة صياغة النص بأسلوب يلائم اللغة الهدف دون التفريط في جوهر المحتوى الأصلي. تم تطوير هذه النظرية في القرن العشرين على يد ماريان لوديرار ودانيكا سيليسكوفيتش، وهي تعتمد على مراحل تشمل الفهم، التحليل، التفسير، وإعادة الصياغة، مما يسمح بتقديم ترجمة مرنة ودقيقة تعكس المعنى الأصلي بشكل سلس وواضح.
ووفقًا لهذه النظرية؛ أصبح دور المُترجم هُنا الاهتمام بهذه الفكرة، وعدم ترجمة النص وفق دلالات العبارات والألفاظ فقط؛ لذا دعنا نأخذك الآن في جولة سريعة بين سطور هذا المقال؛ للتعرف على النظرية التأويلية في الترجمة ومبادئها الأساسية.
ما هي النظرية التأويلية في الترجمة؟
النظرية التأويلية في الترجمة هى النظرية التي صبت تركيزها على معنى النص؛ حيث تعتمد في ترجمتها للنص على التأويل، والوصول إلى مضمون النص.
منحت هذه النظرية الفرصة أمام المترجمين أثناء ترجمة النصوص؛ فمن خلالها يُمكنهم ترجمة النص باستخدام المصطلحات التي تُساعد في توصيل معنى النص الأصلي بعد الترجمة.
ووفق هذه النظرية؛ سيتمكن المُترجمون من ترجمة النصوص بسهولة وباستخدام مجموعة كبيرة من المصطلحات، يشترط فقط حفاظهم على معنى النص بعد ترجمته.
من هو مؤسس النظرية التأويلية؟
تم تأسيس النظرية التأويلية في الترجمة من قِبل المدرسة العليا للترجمة والمُترجمين بباريس في فرنسا؛ وذلك بقيادة ماريان لوديرار (Marianne Lederer)، ودانيكا سيليسكوفيتش (Danica Seleskovitch) في القرن العشرين.
وبعد قيامهما بتأسيس أسس هذه النظرية؛ بدأ العديد من المُترجمين العمل عليها، وتطويرها.
اقرأ ايضا: ما هي نظرية الأنظمة المتعددة في الترجمة
ما هي المبادئ الأساسية للنظرية التأويلية؟
المبادئ الأساسية للنظرية التأويلية في الترجمة تشمل فهم النص بعمق، ثم تفريغه وترجمته بأسلوب يعكس معناه دون الالتزام بالنص الأصلي، مما يضمن دقة المعنى في الصياغة النهائية، وتتمثل فيما يلي:
- الفهم: يتم في هذه المرحلة فهم النص جيدًا، والوصول إلى المعنى العميق له.
- التفريغ: تهتم النظرية التأويلية بالوصول إلى معنى النص وفهمه؛ ثم ترجمته بطريقة جيدة تُساعد في وصول معناه؛ لذا يتم تفريغ النص جيدًا بعد فهمه.
- إعادة الصياغة: ثم تأتي هذه المرحلة؛ التي يتم من خلالها ترجمة النص بطريقة جيدة تُركز على معنى النص، دون الحفاظ على كلماته الأصلية، بل يتم إعادة صياغة النص بعد الترجمة بطريقة تتناسب مع معنى النص الأصلي.
متى بدأت النظرية التأويلية وكيف تطورت؟
بدأت النظرية التأويلية في القرن العشرين، وقد تم وضع أسسها المتينة وقد منحت هذه النظرية المُترجم حرية الحركة أثناء ترجمة النصوص؛ حيث يتعين عليه فهم النص جيدًا، والوصول إلى أعمق المعاني له؛ ثم بعدها يبدأ المُترجم في ترجمة النص باستخدام العبارات والمصطلحات التي يراها مُناسبة لإيصال معنى النص للقارئ بأسلوب سلس يتناسب مع القارئ.
مراحل تطبيق النظرية التأويلية في الترجمة
تتضمن مراحل تطبيق النظرية التأويلية في الترجمة فهم النص الأصلي بعمق، وتحليله، وتفسير معانيه، واستخدام الأساليب المناسبة لترجمته، ثم مراجعة النص لضمان الحفاظ على معناه الأصلي. تهدف هذه النظرية إلى تمكين المترجم من نقل المعاني بدلاً من الاقتصار على ترجمة الكلمات حرفيًا. وتم تطبيق النظرية التأويلية في الترجمة وفق مجموعة من المراحل؛ منها:
- فهم النص جيدًا: في البداية يتم فهم النص الأصلي جيدًا، كما يتعين على المُترجم الوصول إلى أعمق المعاني لهذا النص.
- تحليل النص: ثم يبدأ المُترجم بتحليل النص؛ من خلال المعاني والكلمات المُستخدمة فيه.
- تفسير النص: وبعدها يقوم المُترجم بتفسير هذه المعاني ومحاولة فهم المعنى الذي يُريد الكاتب توصيله للقارئ من خلالها.
- استخدام أساليب الترجمة المُناسبة: ثم يستخدم المُترجم أساليب الترجمة المُناسبة التي يراها الأفضل في نقل هذا النص وترجمة معانيه إلى اللغة الهدف.
- مراجعة النص: يبدأ المُترجم بمراجعة النص؛ للتأكد من أسلوب ترجمته وحفاظه على معنى النص الأصلي بعد الترجمة.
وهكذا نستنتج أن النظرية التأويلية في الترجمة أتاحت الفرصة أمام المترجمين أثناء ترجمة النصوص؛ فمن خلالها لن يكونوا مُقيدين بترجمة المفردات أو شكل النص كما هو؛ بل يتعين عليهم فهم معنى هذا النص، والوصول إلى مضمونه؛ ثم البدء في ترجمته بصورة تتناسب مع أسلوب المُترجم، وتُحافظ على معنى النص الأصلي.
احترف الترجمة القانونية مع خبراء فاست ترانس
هل ترغب في تطوير مهاراتك في الترجمة القانونية ومواجهة التحديات التي تواجه المترجمين المبتدئين؟ نحن في فاست ترانس ندرك أن الترجمة القانونية تتطلب دقة وخبرة تتجاوز مجرد نقل الكلمات. انضم إلى دوراتنا التدريبية المتخصصة لتحصل على المعرفة والمهارات التي تؤهلك لتقديم ترجمات قانونية دقيقة، موثوقة، ومهنية
ابدأ رحلتك نحو التميز في الترجمة القانونية اليوم! للمزيد من التفاصيل، تصفح الدورة الآن!
الخاتمة
النظرية التأويلية في الترجمة تركز على ترجمة المعنى بدلاً من الكلمات الحرفية، حيث يسعى المترجم للوصول إلى جوهر النص الأصلي وتفسيره بشكل يساعد على إيصال المعنى بدقة وسلاسة. تعتمد هذه النظرية على مبدأين أساسيين: الفهم العميق للنص، وإعادة صياغته باستخدام مصطلحات ملائمة في اللغة الهدف. تعتبر هذه الطريقة مرنة، حيث تمنح المترجم حرية في استخدام العبارات التي يراها الأنسب لإيصال الرسالة، مع الحفاظ على المضمون الأصلي.
تم تطوير النظرية التأويلية في القرن العشرين من قبل مدرسة الترجمة العليا في باريس بقيادة ماريان لوديرار ودانيكا سيليسكوفيتش. تتضمن مراحل تطبيق النظرية فهم النص، تحليله، تفسيره، واختيار أفضل أساليب الترجمة، مع مراجعة لضمان الحفاظ على المعنى الأصلي. تهدف هذه النظرية إلى جعل عملية الترجمة أكثر انسيابية ودقة في نقل المعاني، مما يتيح للمترجم حرية أكبر في التعبير بأسلوب يتناسب مع اللغة والثقافة الهدف.