Welcome to Fast Trans Translation

ترجمة الشعر العربي | كل ما تريد معرفته عن الترجمة الشعرية في 2023

ما هي ترجمة الشعر؟

يعتبر الشعر عامة والشعر العربي خاصة أحد أعقد المنتجات اللغوية التي أخرجها الإنسان في الأزمان والأماكن. ولكن مع انتشاره في جميع الثقافات، إلا أن هناك العديد من تحديات ترجمة الشعر في مختلف الثقافات ونقله إلى ثقافة أخرى بنفس الأسلوب والشعور، وفوق ذلك التأثير.

حيث يستخدم الإنسانُ الشعر في التعبير عن آلامه وأحزانه، وأمجاده وانتصاراته، وحبه وبغضه، وشكره واغتياظه. كما يستخدمه في مناقشة مشاكل اجتماعية محلية، وفي تسجيل الأحداث التاريخية، وغير ذلك من الاستخدامات التي تحمل الطابع المحلي، والتي تجعله مُثقل بالعديد من الجوانب الثقافية التي تجعل من الصعب نقلها في قالب لغوي مجرد، ولكنها لا تحول بين عملية الترجمة ولا تؤدي إلى استحالة الترجمة تمامًا.

ملحوظة: الكلام هنا ليس على ترجمة القرآن الكريم، فهو موضوع كبير آخر وله تحديات أخرى لا يشملها هذا البحث.

 

أهم تحديات ترجمة الشعر العربي وكيف يتغلب المترجم عليها:

توجد العديد من التحديات التي يتعثر فيها كلُ من أراد ترجمة الشعر العربي إلى لغات أجنبية. نُقدم هنا أهم التحديات أمام الترجمة الشعرية وكيف يمكن للمترجم التغلب على تلك التحديات:

1. محفزات المشاعر اللفظية

كان ولا يزال الشعر هو أحد أبرز المحفزات لمشاعر الإنسان، ولكن هذه المحفزات للمشاعر في الشعر تعتمد على قوافي وأوزان تتماشى وتتلامس مع مراكز تلك المشاعر وهو ما يصعب نقلها في قالب لغوي مجرد.

يستطيع المترجم للتغلب على هذه المشكلة بالبحث عن القوافي والأوزان المماثلة في اللغة المستهدفة ويعرف مراكز تلك المحفزات في اللغة المستهدفة، وألا يلجأ إلى الحفاظ على القافية الأصلية دون نقل معناها في قافية مماثلة لها تأثير مماثل على المستمع، مع الحفاظ على جوهر المعنى الأصلي للنص الأصلي.

 

2. الإيقاع والعروض

الإيقاع في الشعر هو النغمة السارية في الأبيات، أو تتابع الأنماط الصوتية على وتيرة زمنية متساوية في أبيات القصيدة. في ترجمة الشعر العربي، ولكن من الصعب إيجاد كلمات تؤدي نفس المعنى المحمل بالحمولات الثقافية مع الحفاظ على الإيقاع الشعري. 

بالإضافة إلى أن استخدام الشاعر لبحر معين من بحور العروض في شعره العربي يرجع إلى معنى كامل في نفسه لا يؤديه إلا هذا البحر دون غيره من البحور الشعرية. فالكلمات لا تتناغم بالصدفة، وإنما لكل غرض شعري بحر معين يجعل إيصال المعنى أفضل.

ولكن إذا تمكن المترجم من اللغة المستهدفة وأمسك بزمام معانيها المترامية يمكن أن يقلل من صعوبة هذا التحدي. ولكن يصعب نقل الغرض من المعنى كاملًا مع الحفاظ الكامل على الإيقاع على طول القصيدة.

 

3. الاستعارات اللغوية التصويرية:

الاستعارات اللغوية تعتبر من أصعب العقبات أمام ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى، فالاستعارة هي التشبيه بحذف أحد أحد أطرف المشبه والمشبه به. وحيث تكم قوة الاستعارة في أنها تسير خفية، وتستحضر صورة تجريدية محملة بالمعاني في ذهن السامع.

ولا سبيل إلى ترجمة تلك الاستعارات ترجمة حرفية إلا إذا وجدت الاستعارة المماثلة التي تؤدي إلى نفس الصورة الذهنية في اللغة المصدر. وإذا خفقت قوى المترجم عن ذلك، فيجب عليه أن يُستعان ببديل مناسب في اللغة المستهدفة مع بيان النص الأصلي للأمانة في النقل.

4. الدلالة الصوتية على المعنى

من التحديات الأخرى التي تواجه الترجمة الشعر العربي هي الدلالة المعنوية المستمدة من طبيعة الأصوات والحروف العربية، والتي أحيانًا إذا تم استبدالها بأصوات أخرى في اللغة نفسها لن تؤدي نفس المعنى الدلالي.

وهذه مشكلة لا سبيل لحلها إلا بأن يفهم القارئ أن كل معاني النص لن يتم نقلها بنسبة 100% في النص المترجم، ولكن هذا لا يعني استحالة الترجمة، وإنما يعني تعذر انتقال كل اشتقاقات المعنى إلى اللغة المترجم إليها.

5. ترتيب الكلمات:

تكمن صعوبة ترجمة الشعر العربي في أن موقع الكلمات من بعضها البعض، ومرونة اللغة العربية في التقديم والتأخير بخلاف غيرها من اللغات. فالعرب تُقدم ما حقه التقديم بناءً على المعنى أولًا وليس التعسف اللغوي وتعسف التركيب اللفظي. 

فقولك “انطلق زيد”، تختلف عن “زيدٌ انطلق”، وعن “زيد المنطلق”، وعن “زيد منطلق” وتختلف جميعها في المعنى عن باقي التراكيب اللفظية الأخرى.

فعندما يعيد المترجم ترتيب الكلمات المترابطة – ولا بد له من فعل ذلك – تنشأ علاقة متغايرة أخرى عن هذا التغيير، وينشأ معنى جديد لم يقصده الشاعر. فأنى له أن يُفرق في الترجمة الإنجليزية – مثلًا – بين المثال السابق! 

للأسف هذه مشكلة يصعب حلها، وليس لدى المترجم هنا سوى محاولة الوصول للمعنى مع التغاضي عن الترتيب اللفظي ولكن يجعل المعنى نُصب عينيه يصول حوله ويجول.

6. المعاني الفريدة والثقافية المُضَمَنة:

اللغة هي وعاء ثقافي واجتماعي للأمة التي تتحدث تلك اللغة. فقد تكون كلمة في لغة تحمل معنى المدح نظرًا لارتباطها ثقافيًا بمعنى جيد، ولكن نفس هذه الكلمة تكون في لغة أخرى بمعنى الذم لارتباطها ثقافيًا بمعنى مبتذل. بالإضافة إلى التنوع الكبير في المرادفات العربية – التي تتمايز في معانٍ دقيقة جدًا عن مرادفاتها – مقارنة باللغات الأخرى.

وبالتالي يمكن أن تكون الكلمة صحيحة معجميًا، لكن معنويًا تختلف اختلافًا جذريًا. ويقترف المترجم خطأ فادًحا إذا اعتمد الترجمة الحرفية لمثل هذه المفردات، ويجب عليه أن يستبدلها بكلمة أخرى في اللغة المستهدفة تؤدي نفس المعنى تقريبًا أو معنى قريبًا منه. 

 

هل ترجمة الشعر العربي مستحيلة؟

على حسب المعنى المقصود بكلمة “ترجمة”. فلو قصدت نقل جميع الاشتقاقات المعنوية من لغة إلى أخرى والمطابقة اللفظية بين النص الأصلي والنص المترجم، فالإجابة نعم مستحيلة بالتأكيد. وإنما على القارئ أن يفهم أن هذا ليس هو الغرض من الترجمة.

ولكن لو قصدت بـ “الترجمة” نقل القدر الكافي من الاشتقاقات المعنوية والدلالية لإيصال جوهر النص الأصلي والمعنى وراءه دون زعم المطابقة التامة بين الأبيات الشعرية الأصلية والمترجمة؛ فالإجابة: نعم، إذا تمت عملية الترجمة بطريقة صحيحة.

كيف نترجم الشعر العربي؟

ففي ضوء التحديات والحلول السالف ذكرها نجد أن المترجم المحترف يجب أن يكون ممسكًا بزمام اللغتين، ومتمرسًا في ثقافة الشعر في اللغة التي يترجم منها وإليها، أن يكون على دراية جيدة بطريقة تعبير الشاعر وأن يكون قادرًا على مؤالفة مناخ الشاعر الذي يترجم له. 

فيجب أن نتجاوز الحديث عن إمكانية أو استحالة الترجمة الشعرية إلى الحديث عن الأساليب والمناهج العلمية الأمينة التي يمكن أن يتبعها المترجم لكي ينجح في عملية الترجمة الشعرية، دون التركيز على الجانب الجدل فيه.
ملحوظة: الكلام هنا ليس على ترجمة القرآن الكريم، فهو موضوع كبير آخر وله تحديات أخرى لا يشملها هذا البحث. ويمكن التواصل مع شركة الترجمة فاست ترانس لاستشارات وخدمات الترجمة الشعرية.

محتوى قد يهمك

Fast4Trans-logo-white