الترجمة التواصلية هي أسلوب ترجمي يركز على نقل المعنى بدقة وسهولة من لغة المصدر إلى لغة الهدف، مع مراعاة وضوح النص وقبوله لدى الجمهور المستهدف دون التركيز على جماليات الأسلوب. يتم تعديل النص وفقاً للثقافة المستهدفة لضمان فهم الرسالة بشكل صحيح، ويُستخدم هذا الأسلوب في النصوص العلمية، التقنية، والقانونية حيث الأهمية تُعطى للمعلومة وليس للجماليات الأدبية. الترجمة التواصلية تعزز وضوح النص وتُعنى بتقديم ترجمة لغوية صحيحة تلائم الهدف والثقافة دون الإخلال بالمعنى الأصلي..
ما هي الترجمة التواصلية؟
الترجمة التواصلية Communicative translation تُعد أحد أساليب ونظريات الترجمة التي يلجأ المترجمون إلى استخدامها عند توفر حالات وظروف معينة في النص المراد ترجمته. الهدف الرئيسي للترجمة التواصلية هو تحقيق تواصل سليم للتعبير عن المعنى والمعلومات بشكلٍ صحيح من لغة المصدر إلى لغة الهدف، وذلك من خلال القيام بما يشبه ترجمة حرفية، مع مراعاة إجراء التحسينات والتعديلات اللغوية من أجل إيضاح المعنى وضمان سلامة توصيله إلى النص بلغة الهدف.
متى يتم استخدام الترجمة التواصلية؟
يتم استخدام الترجمة التواصلية عند توفر ظروف محددة في النص قيد الترجمة؛ ويرجع هذا إلى أن التعديلات التي يمكن أن يجريها المترجم على النص عند استخدامه الترجمة التواصلية لا بد من أن تكون من أجل التعبير السليم عن المعلومات التي يحملها النص، وليس من أجل تجميل النص. فالترجمة التواصلية لا تأبه بالأسلوب أو الجماليات التي يحملها النص، وإنما بأن تبلغ الرسالة بشكلٍ سليم صحيح فحسب.
بناءاً على ما سبق، يمكن للمترجم أن يستخدم تقنيات الترجمة التواصلية في حالة عدم حاجة النص للتعديلات التجميلية؛ كالنصوص الأكاديمية، والعلمية، والكتب الدراسية، والنصوص الطبية، والنصوص التقنية، ونصوص الدعاية، والنصوص القانونية، والوثائق الرسمية. بالنسبة إلى كل هذه الأنواع من النصوص ما يهم هو التعبير عن المعنى لإيصال معلومة محددة، بغض النظر عن جماليات النص، أو أساليب إنتاجه.
على الجانب الآخر، يجب عدم استخدام الترجمة التواصلية في حالة ترجمة النصوص التي يحمل فيها الجماليات النصية، أو أسلوب التعبير عن النص وزناً؛ كالنصوص الأدبية التي تلعب فيها البلاغة الجمالية، وأسلوب الكاتب دوراً هاماً لا يجب تجاهله باستخدام الترجمة التواصلية للتعامل مع النص، والنصوص الإعلامية والصحفية التي تعتمد بشكلٍ جزئي على أسلوب الكاتب في التعبير عن أفكاره، فلا يمكن تجاهل هذا الأسلوب عند التعامل مع النص كذلك.
ما أهمية الترجمة التواصلية؟
أهمية الترجمة التواصلية تكمن في الإمكانات التي تقدمها للمترجم، والتي تمكنه من تقديم مهامه على أفضل ما يمكن، وأن يصل للهدف من الترجمة من خلال أقصر الطرق وأوضحها. أهم عوامل هذه الأهمية نعرضها عليكم في السطور التالية:
1– قدرتها على التعبير الدقيق عن المعنى:
للترجمة التواصلية القدرة على إعانة المترجم على التعبير الدقيق عن المعنى، حيث إن التعبير عن المعنى بالنسبة للترجمة التواصلية هو الهدف الأساسي، ويجب بذل كل الجهود من أجل التأكد أن المعنى قد تم التعبير عنه بشكلٍ سليم.
تحقق الترجمة التواصلية هذا من خلال إتاحة الفرصة أمام المترجم أن يتجاهل العوامل الجمالية الأدبية كالاستعارات والتشبيه والكناية في النص، والتركيز على ترجمة المعنى بشكلٍ واضح جلي بدلاً من ذلك.
2– تركيزها على احترام الخلفيات الثقافية المختلفة:
تدعم الترجمة التواصلية احترام الخلفيات الثقافية المختلفة، بل وتتيح تقنياتها التأقلم حسب الثقافة التي تستهدفها الترجمة؛ وهو ما يُسمى بالتوطين. كما ذكرنا سابقاً فإن أهم ما تهدف إليه الترجمة التواصلية هو ضمان تواصل ناجح بين النص الأصلي والجمهور المُستهدف بالترجمة، وهو ما لن يحدث في حالة عدم فهم الجمهور للعوامل الثقافية المختلفة التي يذكرها النص.
تقنية التوطين الخاصة بالترجمة التواصلية تتم في حالاتٍ كثيرة، من أكثرها شيوعاً نصوص الدعاية، حيث يقوم المترجم بتغيير تلك العوامل الثقافية ليلائم الجمهور المستهدف.
3– التأكد من صحة النص المترجم لغوياً:
من خلال الترجمة التواصلية يوفر المترجم نص مترجم صحيح لغوي حتى تكون عملية التعبير عن المعنى التي تحبذها الترجمة التواصلية ناجحة وسليمة؛ فلن يكون هناك فهم صحيح لتلك المعاني دون أن يكون لدى الجمهور القدرة على قراءة النص وفهم جمله وعباراته لغوياً.
من خلال الترجمة التواصلية، يتمكن المترجم من إجراء تعديلات لغوية؛ سواء كانت من خلال اختيار ألفاظ معينة دون غيرها، أو استخدام قواعد لغوية تختلف في تركيبها عن تلك التي تم استخدامها في النص الأصلي؛ لإبراز المعنى، وتوضيح المعلومات التي يحاول النص التعبير عنها.
ما الذي يجب أن يتوافر في مترجم الترجمة التواصلية؟
لكي يكون المترجم ناجحًا في تطبيق نظرية الترجمة التواصلية، يجب أن يمتلك مهارات متقدمة في اللغتين المعنيتين، ويكون على دراية عميقة بتقنيات الترجمة والتفاعل بين عناصر النص. كما يتوجب عليه ممارسة مختلف أنواع الترجمة ودراسة النظريات الأخرى لتعزيز خبراته وتفادي الخلط بينها، ومن أهم هذه الصفات:
1- تعلم لغتي المصدر والهدف:
تعلم لغتي المصدر والهدف من الصفات والمهارات الأساسية التي يجب على المترجم أن يكتسبها من خلال الدراسة، والتدريب، والممارسة طويلة الأمد. كما يجب على المترجم أن يعامل تعلم اللغات كرحلة أبدية لا تنتهي أبداً؛ فيستحيل أن يتعلم كل المفردات، أو القواعد النحوية الخاصة بلغةٍ ما مطلقاً، وإنما ينميها من خلال ممارسة تلك اللغات بشكلٍ مستمر.
2- دراسة نظرية الترجمة التواصلية:
على مترجم الترجمة التواصلية أن يدرس نظرية الترجمة التواصلية، ويدرس تقنياتها المختلفة، ومتى يقُم بتطبيقها، وكيف يقُم بتطبيقها بشكلٍ فعال؛ يضيف إلى النص، ولا ينقص منه. دراسة هذه النظرية لا يكون نظرياً فحسب من خلال دراسة ما قاله فلاسفة الترجمة المختلفون عنها فقط، بل وكذلك من خلال دراسة ترجمات خبراء الترجمة التي قاموا فيها باستخدام هذه النظرية.
3- ممارسة فنون مختلفة من الترجمة:
ممارسة الفنون المختلفة من الترجمة عملياً سيكسب المترجم الخبرة العملية اللازمة لمعرفة أسرار هذا الفن، وسيساعده على اكتساب العديد من المهارات المتعلقة بالترجمة والتي لا يمكن اكتسابها سوى من خلال ممارسة الترجمة عملياً. يجب أن تتأكد أن تحاول تطبيق قواعد الترجمة التواصلية على مختلف أنواع النصوص حتى تتعلم كيف تختلف تفاصيل التقنيات من مجال ترجمة إلى آخر.
4- دراسة عناصر النص الأساسية:
دراسة عناصر النص المختلفة ستساعد المترجم على الوصول إلى درجة عميقة من فهم آليات الترجمة التواصلية. كل نص يتألف من محتوى وقالب يحتوي على هذا المحتوى، وكل من هذين العنصرين يتمثلان بأشكال مختلفة في النصوص المختلفة، والفهم العميق لهذين العنصرين سيساعد المترجم على تحديد الأجزاء التي يمكن أن يعدلها ويغيرها، والأجزاء التي يجب أن يحافظ عليها تبعاً لقواعد الترجمة التواصلية.
5- دراسة مختلف نظريات الترجمة:
دراسة مختلف نظريات الترجمة سيحسن أداء المترجم بشكلٍ عام، ولكنه كذلك سيقيه من الخلط بين الترجمة التواصلية ونظريات الترجمة الأخرى؛ فإن نظرية الترجمة الدلالية ونظرية الترجمة الحرفية تتشابهان مع الترجمة التواصلية في بعض نقاطهم، والإلمام بقواعد مثل هذه النظريات سيساهم في تطوير مهاراته بكل تأكيد.
كيف تساعد فاست ترانس في الترجمة التواصلية؟
ستساعدك فاست ترانس للترجمة المعتمدة في إجراء ترجمة تواصلية للنصوص الخاصة بك من خلال مجموعة من الخطوات والإجراءات الدقيقة التي تحدث في ترتيب محدد:
- يتم تعيين فريق من المترجمين، ومدير للمشروع للعمل على مشروع النص الخاص بك.
- يقوم فريق المترجمين بترجمة النص، ثم مراجعته مرتين؛ إحداهما بواسطة المترجم الرئيسي الذي قام بترجمة النص، والأخرى بواسطة مترجم آخر مهمته تقتصر على المراجعة.
- في حالة عدم وجود أخطاء، وعدم حاجة النص إلى أية تعديلات يقوم الفريق برفع المشروع إلى مدير المشروع التنفيذي.
- يقوم مدير المشروع بمراجعته ليتأكد أنه قد تم التعامل معه بالصورة المطلوبة.
- أخيراً يقوم مدير المشروع بتسليم المشروع إليك عميلنا العزيز.
تُعد الترجمة التواصلية إحدى نظريات الترجمة الهامة التي يتم استخدامها عند التعامل مع العديد من أنواع النصوص، ويعود ذلك إلى قدرتها على تحقيق الأهداف الرئيسية من الترجمة؛ وهي إتمام تواصلٍ ناجح وفعال.
احترف الترجمة القانونية مع خبراء فاست ترانس
هل ترغب في تطوير مهاراتك في الترجمة القانونية ومواجهة التحديات التي تواجه المترجمين المبتدئين؟ نحن في فاست ترانس ندرك أن الترجمة القانونية تتطلب دقة وخبرة تتجاوز مجرد نقل الكلمات. انضم إلى دوراتنا التدريبية المتخصصة لتحصل على المعرفة والمهارات التي تؤهلك لتقديم ترجمات قانونية دقيقة، موثوقة، ومهنية
ابدأ رحلتك نحو التميز في الترجمة القانونية اليوم! للمزيد من التفاصيل، تصفح الدورة الآن!
الخاتمة
الترجمة التواصلية هي أسلوب يهدف إلى نقل المعنى والمعلومات من لغة المصدر إلى لغة الهدف بشكل دقيق، مع ضمان أن يكون النص المفهوم وسهل الاستيعاب للجمهور المستهدف. يركز هذا الأسلوب على تقديم الترجمة بما يشبه الحرفية، لكنه يسمح بإجراء تحسينات وتعديلات لغوية لتوضيح المعنى وضمان وصوله بشكل صحيح. يتم استخدام هذا النوع من الترجمة في النصوص التي يكون فيها التعبير الواضح عن المعلومة أكثر أهمية من الجماليات اللغوية، مثل النصوص العلمية، التقنية، القانونية، والطبية.
من جهة أخرى، تتيح الترجمة التواصلية للمترجم الفرصة لتكييف النص حسب الخلفية الثقافية للجمهور المستهدف، ما يُعرف بالتوطين. كما تركز على صحة النص لغوياً، من خلال اختيار العبارات والكلمات المناسبة لضمان الوضوح. يعتبر هذا الأسلوب فعالاً في حالات النصوص التي تتطلب إيصال المعلومة بدقة بعيداً عن الأساليب البلاغية والزخرفية مثل الدعاية والوثائق الرسمية.